أرى

يريدونه أمراً واقعا!

وردة الحسينى
وردة الحسينى

نقترب من مرور ٣ أشهر على بدء حرب الإبادة التى تنفذها إسرائيل فى غزة، وعلى مدار هذه المدة شاهدنا تقاعسا وصمتا دوليا، كما لمسنا ردود أفعال ورقية للدرجة التى دفعتنا للتيقن من التواطؤ من جانب اطراف بعينها،حتى يتاح لاسرائيل الفرصة لتنفيذ أهدافها فى غزة بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام!

وحتى تحفظ تلك الاطراف جزءاً يسيراً من ماء وجهها تقوم بإرسال مساعدات انسانية لغزة،وذلك لإرضاء شعوبها الرافضة لما يحدث، من ناحية والمساهمة فى الركب الحالى ومشهده الرئيسى، ارسال المساعدات من ناحية أخرى!

وما يؤكد هذا التواطؤ وذلك المشهد العبسى، تجرؤ نتنياهو بالاعلان عن مواصلة الحرب وتعميق القتال فى جنوب قطاع غزة وبمواقع أخرى مؤكدا انه سوف يحارب للنهاية!

وكذلك تأكيد كبير مستشاريه على الاتفاق مع واشنطن على تدمير حماس معترفا بأن الخلاف فقط تكتيكى بين البلدين!

وللأسف ما يحدث حاليا يعكس القبول الضمنى بما تقوم به اسرائيل والسعى لجعله أمرا واقعا، ومؤشرات ذلك بدأت مبكرا بالاشارة لحق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وهو ما مثل قمة العار فكيف يكون الدفاع عن النفس بالتدمير و قتل النساء والاطفال وضرب عرض الحائط بمبادئ القانون الدول وكل القيم الانسانية!

أخيرا.. أظهر استطلاع لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اتساع رقعة الانقسام فى الرأى العام الأمريكى بشأن تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع ملف التصعيد الإسرائيلى فى قطاع غزة.

كما اشار هذا الاستطلاع الى ان قرابة ٥٧٪ من الأمريكيين لا يوافقون على طريقة تعامل ادارة بايدن مع الصراع الاسرائيلى الفلسطينى، مشيرا الى انخفاض شعبية الرئيس الأمريكى، مما يؤكد انه على عكس الحكومات لا زالت شعوب العالم ترفض العدوان الإجرامى على غزة، ولذلك فالرهان على التغيير يلوح فى الأفق، والأيام ستكشف إمكانية ذلك.