صباح الفن

«بوابة هوليوود»

انتصار دردير
انتصار دردير

 استحق الفيلم الوثائقى «بوابة هوليوود» الفوز الذى حققه بمهرجان الجونة السينمائى خلال دورته السادسة (الاستثنائية) التى انقضت مؤخرا، وقد فاز فيها بجائزتين مهمتين، الأولى هى جائزة إتحاد النقاد «فيبرسي» لأفضل فيلم بالمهرجان والتى تختص باكتشاف الأعمال السينمائية الاستثنائية، وجائزة «نجمة الجونة» الذهبية لأفضل فيلم وثائقى طويل (قدرها 30 ألف دولار).

أما أسباب استحقاقه لهذه الجائزة فهى فى تلك المغامرة التى قام بها مخرجه الشاب المصرى الألمانى إبراهيم نشأت الذي خاض تحديات عديدة، وغامر بحياته لأجل تصوير الفيلم الذى لم يحدد توقيتاً له ولا متى سينتهى منه، وبقى فى معقل حركة طالبان متتبعا أحد قادة الحركة حيث نجح فى نقل صورة حقيقية عما يحدث داخلها، وكما ذكر فإنه دخل عالم متعدد الطبقات تتصادم فيه الثقافات وأدرك أن هذا المكان هو الذى يجب أن يبدأ فيه التصوير.

يتتبع الفيلم على مدى 92 دقيقة قصة المجمع العسكرى المسمى «بوابة هوليوود» الذى كان قاعدة سابقة للمخابرات الأمريكية فى كابول، وبعد انسحاب الأمريكان تفاجأ الأفغان بوجود أسلحة ومعدات شديدة التطورتركتها القوات الأمريكية خلفها ، يصورالفيلم مقاتلو طالبان وهم يستولون عليها  كاشفا عن الكيفية التى تحولت بها الحركة من ميليشيا أصولية إلى مؤسسة عسكرية نافذة بعدما استولت على أسلحة تتجاوز قيمتها 7 مليارات دولار أمريكي.

ونجح نشأت فى الحصول على موافقة شخصين أفغانيين لتصويرقصة القاعدة الأمريكية ، ليقضى عاما كاملاً داخل أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية التى قضت 20 عاما سيطرت فيها على أفغانستان، وقد شاهد عن قرب كثير من الوقائع والأحداث التى سجلها بالصوت والصورة للفيلم الذى تم بإنتاج بين ألمانيا والولايات المتحدة.

وبرغم أنه العمل الأول لمخرجه فقد استطاع أن يحقق به نجاحاً لافتا حيث شهد عرضه الأول بمهرجان فينسيا السينمائي، كما طاف مهرجانات أوروبية عديدة، مثل تيلورايد وزيورخ الذى حاز فيه جائزة أفضل فيلم، كما فاز بنفس الجائزة فى مهرجانات عديدة ومنها فيرزيو لحقوق الإنسان وأدليد السينمائي.

لقد استطاع المخرج تحويل القيود التى فرضتها عليه طالبان إلى مصدر قوة انعكست على رؤيته للفيلم الذى يثير كثيرا من الأسئلة الشائكة حول ماحدث وما يحدث حتى الآن.