قلم على ورق

مركز الترميم السينمائى

محمد قناوى
محمد قناوى

قبل عام شاهدت فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى نسخًا مرممة من فيلم»قليل من الحب.. كثيرمن العنف» للمخرج رأفت الميهى و»خلى بالك من زوزو» للمخرج حسن الإمام و»غرام فى الكرنك» للمخرج على رضا، وفى دورة هذا العام التى اختتمت فى التاسع من ديسمبر الجارى شاهدت أيضا نسخًا مرممة من فيلمي»انتصار الشباب» للمخرج أحمد بدرخان، و»عفريت مراتي» للمخرج فطين عبدالوهاب.

ومن قبلها شاهدت نسخا ايضا مرممة من فيلمى «يوميات نائب فى الأرياف» للمخرج توفيق صالح و «أغنية على الممر» للمخرج على عبد الخالق تم عرضهما فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ  44.

ومؤخرا تم ترميم فيلم «أهل القمة» ليجد المهتم بتراث السينما المصرية نفسه أمام نسخة أصلية رقمية فائقة الجودة وعملية لإحياء نسخ كادت تتعرض للتلف والتحلل، وما حدث لها من عملية ترميم هو بث الروح من جديد لأفلام تمثل تاريخ وتراث السينما المصرية الذى يجب الحفاظ عليه قدر الامكان.

ويقف وراء هذا المجهود العظيم مركز» ترميم التراث السمعى البصرى» أو مركز ترميم التراث السينمائى بمدينة الإنتاج الإعلامى الذى يُعد أحد أكبر مراكز الترميم المتخصصة فى الشرق الأوسط، وتم انشاؤه  فى عام 2018  إبان تولى أسامة هيكل رئاسة مدينة الإنتاج الإعلامي، ويوليه الرئيس الحالى للشركة عبد الفتاح الجبالى اهتماما خاصا.

بهدف الحفاظ على التراث والكنوز المصورة القديمة التى تملكها مصر قبل أن يصيبها القدم أو التلف، ويُعد المركز أيضا نقلة نوعية هامة فى هذا التخصص فى مصر، حيث يقدم مجموعة واسعة من الخدمات فى مجال استعادة التراث السينمائى والترميم الرقمى للأفلام ونظراً لامتلاك مصر النصيب الأكبر من الأفلام السينمائية فى الوطن العربى «حوالى ثلاثة أرباع عدد الأفلام المنتجة منذ 1930» وخوفاً من تعرض هذا المخزون الهائل والثمين للتلف والتهالك.

أقدمت مدينة الإنتاج الإعلامى على اتخاذ هذه الخطوة من منطلق مسئوليتها الثقافية نحو إنقاذ هذا التراث السينمائى الضخم والحفاظ عليه للأجيال القادمة، ويضم المركز الذى تتولى رئاسته المهندسة ندى حسام الدين، أحدث التقنيات فى مجال المسح الرقمى للأفلام وتحويلها لصيغة رقمية بأعلى جودة 6K الترميم الرقمي.

بالإضافة إلى مجموعة من المهنيين المدربين تدريباً جيداً وذلك للحفاظ على رؤية صانعى الأفلام الأصليين للأجيال القادمة وللوصول إلى أعلى مستوى من الكفاءة لمواكبة المستويات العالمية المتخصصة فى هذا الشأن، ويقومون بجهود جبارة فى هذا المجال، فعملية ترميم الأفلام أمر بالغ التعقيد، ومكلفة جدا ولا تقل جهدا عن إنتاج فيلم جديد ، فتحية لكل من يبذل جهدا للحفاظ على تراث مصر السمعى والبصرى.