معان حقيقية

علاج وجائزة تدعو إلى التفاؤل

محمد الحداد
محمد الحداد

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) ما أروع تلك الآية.. الجامعة المانعة .. التى حين نسمعها تُوحى بمصيبة.. وهذا ما جاءت فى القرآن لأجله؛ قال تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) البقرة156.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) فى شهداء غزة العزة والبطولة.. أهل الجنة

نرددها بحزن وقلب مكلوم ووجه حزين.. ترافق المصيبة وتأتى معها؛ لكن لا لتزيدها أو تعمّق جراحها بل لتخففها وتقوى إرادة الصبر عليها.. يقولها أهل المصائب مؤمنون بها مستسلمون لحكمها.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) تدعو إلى التفاؤل وتعنى التسلية عن المصاب وتهدف إلى رفع الروح المعنوية واستقرار الحالة النفسية وهى حصن للمسلم من الوقوع فى عدم الرضا بالقضاء ومنجاة له من الاعتراض على القدر.

إنها تخاطب المصاب ألا تحزن فأنت ملكٌ لله سبحانه، وألا تتشاءم فأنت قادمٌ على الله سبحانه وتعالى ومن فقدت فهو ملك لله وقادم إليه وألا تيأس وألا تستلم وألا تقعد عن العمل.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) إنها اعتراف وإقرار من المصاب بأنّه وما أُصيب فيه وما فقده من مال أو أهل أو نحوه وكل شىء حوله كل ذلك لله سبحانه وتعالى.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) ما أعظمها من تعزية، ولأنّ التعزية تعنى التقوية، فكانت هذه الجملة العظيمة تقوية للمصاب إذا كانت من قلب سليم  وهى منهج تربوى ربانى فى التعامل مع المصائب والموقف منها يحمينا بإذن الله من شر الأمراض النفسية والحالات العصبية الناتجة عن التأثر بالمصائب ويكفينا عناء البحث عن الأدوية والعقاقير.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) علاج وجائزة تدعو إلى التفاؤل «ليست مجرد تعزية».

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) فى شهداء غزة العزة والبطولة انهم أهل الجنة.