فى الشارع المصرى

لنثق بالله

مجدى حجازى
مجدى حجازى

لنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا ونتمكن من تجاوز الأزمات.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية شعبًا وقيادة، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين، وأن ننعم بالأمن والأمان.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرور الصهيوأمريكية.

ولنستقبل عامنا الجديد بما أمرنا الله تعالى به، فقال سبحانه: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ «الحشر:2».. فلنعتبر بمرور الأيام، فطوبى لمن شغلها بالطاعات واجتناب العصيان، قال تعالى: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ «النور:44».. فإن العاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد فى يومه، واستعد لغده.

ولنقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم، ونجعل من التفاؤل والاستبشار بالخير منهج حياة، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: «كان يعجبه عليه الصلاة والسلام الفأل الحسن ويكره الطيرة» (رواه ابن ماجه والحاكم)..

بل ذهب عليه الصلاة والسلام إلى أبعد من ذلك فقال كما فى حديث أبى هريرة: «إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم» (رواه مسلم)، حيث كانت نظرته عليه الصلاة والسلام للمستقبل نظرة تفاؤل، تبعث الأمل فى النفوس.. فما أجمل أن نتفاءل بالخير، ونستبشر بأن قادم الأيام أفضل.

ولنبدأ عامنا الجديد بتخطيطٍ سليمٍ لأيامنا القادمة، حتى ندرك النجاح، وهذا يتطلب التفاتة إلى ما يجب أن نفعله، ونحدد الهدف، ونتدبر الوسائل التى تحققه..

ولنضع طاعة الله نصب أعيننا على رأس أولويات تلك الغايات السامية، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ «ص:29»، وهكذا بقية الأعمال، خاصة السلوكيات وأهمها: الرفق واللين عند التعامل مع الناس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بمن يُحرم على النار ومن تُحرم عليه النار؟، على كل قريب هين سهل» (صحيح الترمذى)، كذلك أن نعطى من حرمنا ونصل من قطعنا، وأن نتخلص من عاداتنا السيئة..

ولنكن على عزيمة صادقة فى فعل الخير ونفع الناس، وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ «آل عمران:159»..

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يقول فى صلاته هذا الدعاء: «اللهم إنى أسألك الثبات فى الأمر، والعزيمة على الرشد» (إسناده صحيح)، فكان عليه الصلاة والسلام يسأل ربه أن يثبته على ما تحقق من إنجاز، وأن يعطيه العزيمة على إكمال السبيل، سائلًا ربه أن تكون عزيمة رشيدة نافعة حكيمة عليمة.

واتساقًا مع ما تقدم.. أوصى نفسى وأوصيكم بأن نجتهد فى اغتنام الأوقات بالطاعات.. وقد أنّب الله تعالى من أعطاهم العمر المديد، فلم يستفيدوا منه، فقال عز وجل: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾ «فاطر:37».. أما المؤمنون فقد مدحهم، لاغتنامهم أعمارهم فى طاعة الله، قال تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِى الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ «الحاقة:24».
كل عام ومصرنا الحبيبة بخير، وإن شاء الله القادم أفضل، وليهدنا الله ويهدى شعوب العالم إلى ما فيه الخير للإنسانية، ولينزع البغضاء من النفوس، ولينصر الله الفلسطينيين فى مقاومتهم ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.. وحفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.