قضايا وأفكار

تحديث الزراعة

محمد الهوارى
محمد الهوارى

اهتمام الرئيس بتحديث القطاع الزراعى ودعم المشروعات القومية فى الزراعة واستصلاح الأراضى يعكس الأهمية الكبيرة التى توليها مصر لزيادة الإنتاج الزراعى خاصة من المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والأذرة وغيرهما من المحاصيل لمواجهة أزمة الغذاء العالمية.

لقد نجحت مصر فى سياسة التوسع الزراعى واستنباط أصناف عالية الإنتاجية من معظم المحاصيل وإنتاج بذور محسنة مقاومة للأمراض والآفات وقلة مياه الرى بما أتاح لنا فرصا كبيرة فى زيادة الإنتاج الزراعى خاصة مع استمرار البحوث الزراعية فى مركز البحوث الزراعية والجامعات وأكاديمية البحث العلمى.

لاشك أن مصر تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى معظم المحاصيل أو رفع معدلات الاكتفاء الذاتى خاصة فى القمح لخفض الاستيراد إضافة للتوسع فى المحاصيل التى تمتلك مصر فيها ميزة نسبية كالقطن والخضر والفاكهة والمحاصيل المطلوبة فى الصناعة.

أعتقد أن النجاح الأكبر لمصر فى القطاع الزراعى هو ما تم من تحديث للزراعة المصرية واعتمادها على العوامل والمقاييس العلمية وربط المزارعين بها لذا لابد من تزويد المزارعين أولا بأول بأحوال الطقس والرياح وسقوط الأمطار حتى يمكنهم تجنب أية أضرار تحدث لزراعاتهم وتساعدهم فى اختيار مواعيد الزراعة وعمليات تسميد التربة وتوفير مياه الرى خاصة فى نهايات الترع.

أرضنا الطيبة يمكن أن تحقق ما نصبو إليه من زيادة الإنتاج الزراعى من خلال دعم المزارعين بالأدوات الحديثة والمعلومات وانتشار الإرشاد الزراعى والتوسع فى الحقول الإرشادية فى كل القوى والمراكز.

الفلاح المصرى الذى اكتسب خبراته على مر آلاف السنين قادر على رعاية أرضه وتحقيق أكبر إنتاجية منها مع تطوير آلات الزراعة واستخدام الأدوات الحديثة فى كل الأراضى مهما صغرت المساحة أو كبرت إضافة إلى خفض استخدام المبيدات ونشر الزراعة الحيوية النظيفة مع ضرورة التوسع الزراعى على حواف بحيرة ناصر وتوشكى وغيرهما من حواف الأنهار والترع للحصول على أكبر عائد ممكن من الزراعة.

مصر بهمة أبنائها وقدراتهم قادرة على تحقيق الكثيرمن المزايا فى الزراعة المصرية مع ضرورة تأمين المزارعين ضد الكوارث الطبيعية وأن يعود المزارع إلى طبيعته مرة أخرى فى الاستيقاظ مبكرًا لرعاية أرضه ومشاركة أسرته فى رعاية الأرض والمحاصيل المختلفة.