«انشقاقات بالجيش الإسرائيلي».. اندلاع الخلافات بين القادة والجنود بسبب «الشجاعية»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت القناة 12 الإسرائيلية مؤخراً عن قيام قائد كتيبة 51 التابعة للواء جولاني بجيش الاحتلال الإسرائيلي بعزل قائد أحد الفصائل في الكتيبة، وذلك على خلفية تعريضه حياة جنوده للخطر خلال المعارك التي دارت مؤخراً في بلدة الشجاعية شمال قطاع غزة.

وكان قائد الفصيل قد أصدر أوامر لجنوده بالدخول إلى بعض المنازل في المنطقة، بالرغم من وجود شكوك حول احتمالية تفخيخ تلك المنازل من قبل مقاتلي كتائب القسام.

وقد خشي مقاتلو الفصيل من تعرُّضهم لهجوم المقاومة خلال محاولتهم التقدم بمناطق الشجاعية، إذ كانت فكرة استهداف الآليات المدرعة التي تقلهم بصواريخ الآر بي جي تحيط بأذهانهم، الأمر الذي دفع قائد السرية لإصدار الأوامر لهم بالدخول إلى المنازل رغم تعليمات قائد كتيبة 51 الصريحة بتجنب مثل هذه الخطوات خوفاً من كون تلك المنازل مفخخة بالفعل.

وبحسب مصادر القناة الإسرائيلية، فإن الحادثة التي أوشكت أن تودي بحياة الجنود قد انتهت قبل ثلاثة أسابيع، حيث جرى إقالة قائد الفصيل من منصبه وتعيين نائبه بدلاً منه.

لواء "النخبة" والشجاعية

يذكر أن لواء جولاني يُعد من ألوية النخبة في جيش الاحتلال، إلا أنه تكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات منذ بدء معركة سيف القدس، إذ بلغ عدد الجنود والضباط الذين قُتلوا من اللواء 35 جندياً وضابطاً في السابع من أكتوبر الماضي وحده.

كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" منذ نحو عشرة أيام التفاصيل الكاملة لحادثة كمين الشجاعية، الذي أسفر عن مقتل العديد من الضباط والجنود بمن فيهم الضابط تومر غرينبرغ قائد كتيبة 13 في لواء جولاني.

حيث كانت فرق من اللواء ووحدات الهندسة العسكرية تجري أعمال بحث في البلدة القديمة بالشجاعية، عندما عثروا على فتحة لأحد الأنفاق، لكنهم سرعان ما وقعوا في كمين نصبته المقاومة بين عدة مبانٍ، حيث فجر المقاومون عبوة ناسفة وأطلقوا نيرانهم بكثافة، فيما ألقوا القنابل باتجاه القوة التي استمرت محاصرة لأكثر من ساعتين.

كمين الشجاعية

وعند محاولة قوة إسرائيلية ثانية اقتحام المكان لإنقاذ القوة الأولى، انقطع الاتصال مع أحد الضباط ما أثار الشكوك حول احتمال خطفه من قبل المقاومين إلى داخل النفق. وهو ما دفع بالقيادات العليا في جيش الاحتلال للتوجه إلى موقع الحادثة، بمن فيهم مسؤول الكتيبة 13 الذي قتل هناك.

وقام بعدها قائد اللواء بتوزيع القوات وأصدر أوامره بإطلاق نيران مكثفة لإخراج الجنود العالقين داخل المبنى، غير أن محاولة اقتحام المبنى من قبل عناصر وحدة الكوماندوس 669 أدت لمقتل اثنين منهم.

تحقيات تكشف الفشل

وكشفت تحقيقات جيش الاحتلال اللاحقة عن مقتل أربعة جنود من القوة الأولى داخل المبنى، كما أطلقت قوات الاحتلال صواريخ من طراز "ماتادور" تجاه مبنى آخر كان المقاومون يطلقون منه النار، ما أدى لاشتعاله وانهياره.

وقد بيّنت التحقيقات أيضاً أن عناصر المقاومة كانوا يطلقون النار ويفجرون العبوات الناسفة من موقعين مختلفين، الأمر الذي زاد من صعوبة السيطرة على الموقف.

وفي الشهر الماضي، قررت قيادة جيش الاحتلال أيضاً طرد ضابطين اثنين من مناصبهما، على خلفية انسحاب قواتهما من أمام كمين نصبه مقاتلو القسام شمال القطاع، وذلك بسبب عدم وجود دعم جوي ونيران غطاء للقوتين.