كلام مباشر

هانئ مباشر يكتب: المواطن الذي يبحث عنه الوطن!

هانئ مباشر
هانئ مباشر

■ بقلم: هانئ مباشر

لكونه أساس تكوين الأمة، وأهم مكونات الدولة، وحده الإنسان من يعمر الأرض ويبنيها، ووحده من يتحمل المسئولية، وهى ليست فقط ثقيلة، بل حساسة وخطيرة، لجسامة المرحلة، وصعوبة التنبؤ والتوقع، فى زمن باتت رياحه تعصف بنا من كل جهة..

والوطن ينتظر من يستشعر قيمة الانتماء وفريضة الولاء، في حب هذه الأرض، الأرض التى شهدت غرس دماء السابقين، والسماء التى حلقت فيها أمنيات الحالمين، والبحر الذى خاض عبابه الأجداد، فعاندوه عناد الأنداد.

المواطن الذى يبحث عنه الوطن هو من يستنشق هواءه المحب فى أصعب الظروف، يحب الوطن أكثر من أى شيء غيره، فيلغى طائفته، حزبه، من أجل أن يكون خيطاً صادقاً، وطيفاً ناطقاً بالولاء، والوفاء، لكل تاريخ الوطن، لدماء روته، ودموع بكته فى أحلك المحن.

المواطن الذى يبحث عنه الوطن: مواطن يؤمن بقلبه بالوطن، ويحميه بعقله، يجتاز المواقف بحكمته، يصفى ما تعكر منها، يوحد أطيافها، يمتص نوبات الغضب، يئد كل فتنة لقيطة، تنفخ فى مستصغر اللهب. لكى لا تستبيح فضاءه الغربان الناعقة، ولا تطأ ساحاته الألاعيب الزاعقة. ليكون الوطن، تاج الحكمة فوق الرؤوس الواعية.

أيها المواطن الذى يبحث عنه الوطن، المرحلة الآتية، ليست كغيرها، مرحلة تتطلب استنهاض الهمم الغافلة كلها، وتستوجب اليقظة الفاعلة، تحمى تاريخه ورصيده، ممن يريدون إلغاءه، لغايات مدفونة فى بواطن النفوس الباطلة. الوطن اليوم... يريد الأمانة فى الواجب، الواقع لا الأحلام، الصراحة مع بعضنا لا الخصام، تفعيل روح العمل، من دون رياء إلى وقت الأجل، والصدق، ثم الصدق، ثم الصدق مع أنفسنا قبل أن يكون مع الوطن.

نريدك مواطناً أصلك الجميع، فى وطن هو للجميع. والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.

والله من وراء القصد