فى المليان

إسرائيل فى مصيدة المقاومة ومـصر تسعى لإنقاذ المدنيين

حاتم زكريا
حاتم زكريا

رغم القرار الأخير المنقوص لمجلس الأمن الدولى يوم الجمعة الماضى حول الاعتداءات الإسرائيلية المجنونة على قطاع غزة وتساقط العشرات يومياً من المدنيين الأبرياء وأغلبهم من النساء والأطفال فى ظل مقاومة صامدة كالجبال توقع بالجنود الإسرائيليين خسائر فادحة تفقد قوات الإحتلال صوابها مما أرغم نخبة الويتها الى الإنسحاب والاحتفال بالنجاة بأرواحهم بحجة إعادة تنظيم صفوفها إستعدادا للمرحلة الثالثة من خطة الاحتلال فى الأيام القليلة القادمة لمحاولة إصطياد زعماء منظمات المقاومة دون التعرض لخسائر كبيرة فى الجنود والضباط !! ..

وكانت مصر قد رحبت فى بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء الجمعة الماضى 22 ديسمبر بقرار مجلس الأمن بإنشاء آلية أممية لإنفاذ المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المأساوية فى القطاع ، وتعيين منسق أممى رفيع المستوى لتسهيل دخول وتنسيق ومراقبة ، والتحقق من المساعدات داخل القطاع ، ولكن مصر أعتبرت الخطوة غير كافية لكون القرار لم يتضمن المطالبة بالوقف الفورى لإطلاق النار .. 

وكان مجلس الأمن قد أصدر مساء الجمعة قرارا يدعو الى زيادة واسعة النطاق لإيصال المساعدات الإنسانية الى غزة من دون الدعوة الى وقف فورى لإطلاق النار برفض الولايات المتحدة القرار الذى أعدته مصر والإمارات بموافقة 12 من أعضاء المجلس الـ 15 وإمتناع عضوين ( الولايات المتحدة وروسيا ) .

وعلقت ليندا توماس جرينفيلد المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن على القرار ، وقالت إن القرار بارقة أمل فى ظل هذا المد العارم من المعاناة التى تحدث فى غزة ! .. بينما قال فاسيلى نيبتزيا مندوب روسيا فى المجلس : « بهذا القرار سيتوفر للقوات المسلحة الإسرائيلية هامش التحرك بشكل كامل فى القطاع كما تفعل حالياً ومن يصوت على القرار سيكون مسئولاً ومتواطئاً على تدمير غزة « .. 

وقد تجاوز عدد الشهداء الضحايا بالقطاع الى ما يزيد عن 20 الفا وثلاثمائة وإصابة خمسمائة وثلاثون الفا وسبعمائة ( أكثر من 70 % منهم من الأطفال والنساء ) .

وفى اتصال هاتفى مهم للرئيس السيسى تلقاه من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ، وفى لقاء سبقه مع وزير الخارجية البريطانى ( ديفيد كاميرون ) بالقاهرة  .. أعاد الرئيس السيسى على الرئيس ماكرون رؤيته للأوضاع الإقليمية وضرورة وقف العمليات العسكرية فى قطاع غزة لحماية المدنيين ونفاذ المساعدات الإنسانية بلا عوائق وبالكميات التى تفى بالاحتياجات العاجلة لسكان القطاع . كما توافق الرئيسان على ضرورة العمل الجاد دولياً لدفع جهود تسوية القضية الفلسطينية بشكل عام ومستدام من خلال إنفاذ حل الدولتين .. 

وفى لقاء وزير الخارجية البريطانى ديفيد كاميرون الذى حضره سامح شكرى وزير الخارجية واللورد طارق أحمد وزير شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة خارجية المملكة المتحدة والسفير البريطانى بالقاهرة جاريث بايلى أوضح الرئيس تطورات المشهد الإقليمى ووجه كاميرون الشكر والتقدير لدور مصر والرئيس السيسى فى صون الأمن والإستقرار بالمنطقة فضلاً عن الجهود المصرية المكثفة على المسارين السياسى والإنسانى فى إطار الأوضاع الراهنة فى قطاع غزة . وأكد الرئيس السيسى ضرورة إضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته فى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأوضاع فى قطاع غزة ، والعمل بجدية وتصميم على التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إنفاذ حل الدولتين .. 

وقدم كل من الرئيس الفرنسى ماكرون التهنئة للرئيس السيسى بمناسبة إعادة إنتخابه وفوزه بولاية رئاسية جديدة . كما حمل كاميرون رسالة من ريشى سوناك رئيس الوزراء البريطانى يهنئ فيها الرئيس السيسى بفوزه بدورة إنتخابية جديدة فى رئاسة جمهورية مصر العربية . 

ومن ناحية أخرى تلقى الرئيس السيسى يوم السبت الماضى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى للتهنئة للرئيس السيسى بفوزه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة وإعادة انتخابه رئيساً لمصر . كما تلقى الرئيس السيسى اتصالاً هاتفياً فى نفس اليوم من غزالى عثمانى رئيس جزر القمر الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى توجه خلاله بالتهنئة للرئيس السيسى لإعادة إنتخابه لولاية رئاسية جديدة ، وبحث الجانبان استمرار تطوير مسيرة التعاون بين البلدين ..

وفى محاولة للخروج من المأزق الإسرائيلى والإصرار على التهجير القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية أعلن وزير الهجرة الكندى مارك ميلر يوم الجمعة الماضى إن الحكومة الكندية تعتزم تقديم برامج هجرة مؤقتة لأقارب المواطنين الكنديين المقيمين الدائمين فى كندا من سكان قطاع غزة المتضررين من الحرب ، وذلك إبتداء من التاسع من يناير المقبل وليبدأ التهجير الطوعى !!