■ كتب: أحمد ناصف
انتخابات شهد لها القاصى والداني .. سطرت فصلًا جديدًا فى كتابة تاريخ الوطن، عندما ضرب المصريون أروع الأمثلة على مدار ثلاثة أيام أمام صناديق الاقتراع ملبين نداء الوطن واضعين مصر نصب أعينهم، منذ اللحظة الأولى التى أعلنت فيها الهيئة الوطنية للانتخابات فتح باب الترشح، ودعوة الناخبين إلى التصويت، مرورًا بحملات الدعاية للمرشحين الأربعة، وإجراءات إعداد اللجان، وحتى إعلان النتيجة بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بفترة ولاية جديدة، تمتد حتى عام 2030 وبنسبة فوز بلغت 89.6%..
ومثلت مراحل العملية الانتخابية نقلةً نوعيةً ومهمةً، نحو بناء ديمقراطى أكثر تماسكًا وصلابة، كان الناخب فيه هو حجر الزاوية، بوعى متزايد، وإدراك تام للبيئة المحيطة، وحدود المستقبل المرغوب، وحسم تام فى الانحياز لصالح الوطن واستقراره وأمنه، واختيار القيادة القادرة على حماية سفينة الوطن فى مواجهة التحديات المتعددة الأمنية والاقتصادية والتنموية.
◄ تجربة ديمقراطية
وشهدت البلاد تجربة ديمقراطية شملت التعددية الحزبية والتنافسية فى انتخابات الرئاسة، ورؤية مرشح مستقل وثلاثة مرشحين يمثلون أحزاباً لها قيمتها وقوتها فى الشارع المصري، وأن هذه التجربة لم تشهدها مصر على مدى 7 عقود، وخاصة قدرة المرشحين على طرح برامج جديدة، وتقديم أفكار ورؤى، وذلك كله يسير تحت مظلة الدولة الوطنية المصرية، كما ساهم تحرك الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية، فى تهيئة المناخ وتجهيز المجتمع المصرى لحياة سياسية جديدة وطبيعية وجادة، مثل إلغاء مد العمل بقانون الطوارئ، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وأخيراً الحوار الوطني، فى تزايد الإقبال على الانتخابات الرئاسية.
الدكتور عبدالله المغازي، أستاذ القانون، قال إن الانتخابات الرئاسية رسالة قوية للداخل والخارج والإقليم الذى نعيش فيه وهو أن المصريين على قلب رجل واحد ويعرفون جيدا قيمة وطنهم وأمنهم القومى وأن مصر باقية إلى قيام الساعة، وذكر أن المشاركة الكبيرة للمواطنين تعكس اهتمامهم ووعيهم فى الفترة الأخيرة، رغم أن البعض حاول التقليل من الوعى المجتمعى فى ظل المخططات الخارجية التى تتعرض لها الدولة المصرية وأنها محل تربص من قوى خارجية: «كان أهل الشر يقللون من هذه الأمور، والمصريون أدركوا- خاصةً بعد أزمة قطاع غزة- أنه لو لم تمتلك مصر هذا الجيش القوى والدرع الحصينة لما استطاعت اتخاذ هذا الموقف القوى من التهجير، والمصريون يرفضون التفريط فى ذرة تراب واحدة، وكانت رسالة الدولة المصرية والقائمين عليها فى هذا الصدد قوية، مشيراً إلى أن ذلك عبر عنه الناخب بانحيازه للدولة ووقوفه فى صف واحد معها لعبورها الانتخابات الرئاسية فى مشهد بديع سيحرج كل من يتربص بمصر والمشككين فى الحياة السياسية وكل من يدعون أن المصريين لا يذهبون إلى الاقتراع، والمشاهد والدروس المستفادة من اليوم الأول لم يتوقعها أحد، حيث لم يتوقع أحد أن يكون المشهد فى هذه العظمة.
◄ اقرأ أيضًا | حماة الوطن: فوز السيسي بولاية جديدة يؤكد وعي المصريين وتطلعهم للمستقبل
◄ نقاط بارزة
الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية، قال إن الانتخابات الرئاسية 2024 تجربة كبيرة ومهمة، وهناك نقاط بارزة لذلك منها حسن الإدارة وتنظيم الانتخابات بصورة عامة، وهذا يحسب للدولة المصرية أمام العالم، وهو قدرتها على إدارة العملية الانتخابية فى هذا الاستحقاق المهم، وأضاف، أنه يحسب للهيئة الوطنية للانتخابات عملية الإجراءات، ولم ترصد أى شكوى رغم الإقبال الكبير والتدافع فى بعض المناطق، وهذا دليل على جاهزية الدولة المصرية، كما أوضح، أننا نشهد تجربة ديمقراطية شملت التعددية الحزبية والتنافسية فى الانتخابات الرئاسية، حيث إننا نرى مرشحاً واحداً مستقلاً وثلاثة مرشحين يمثلون حزبًا له قيمته وقوته فى الشارع المصري، ولفت إلى أننا أمام تجربة لم تشهدها مصر على مدى 7 عقود، وهى أن يكون هناك أكثر من مرشح، وأيضًا مرشحون حزبيون قادرون على طرح برامج جديدة، ويقدمون أفكاراً ورؤى، ولكن ذلك كله يسير تحت مظلة الدولة الوطنية المصرية.
من جانبه، قال الدكتور سعد الزنط، مُدير مركز الدراسات الاستراتيجية، إنَّ انتخابات الرئاسة 2024، بحاجة إلى دراسات كثيرة لتحليلها، موضحًا: «نحن إزاء ظاهرة جديدة على الحياة السياسية فى مصر، مثل عودة الحياة السياسية إلى مصر بالمعنى الدقيق وبمفهوم شامل وغير متحيز أو مختزل، ومن أبرز تجليات ذلك الدعوة إلى الحوار الوطني».
◄ قرارات هامة
أضاف الزنط، أن قرارات هامة للدولة والقيادة السياسية على مدار السنوات الماضية، ساهمت فى تهيئة المناخ وتجهيز المجتمع المصرى لحياة سياسية جديدة وطبيعية وجادة، مثل إلغاء مد العمل بقانون الطوارئ، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وأخيرًا الحوار الوطني، مُشيرًا إلى أن المشاركة السياسية غير المسبوقة للمصريين فى الانتخابات الرئاسية 2024، نتجت عن تضافر كل هذه الجهود والمبادرات وإنعاش الحياة السياسية فى مصر، والقرارات التى اتخذها الرئيس السيسى بنفسه لتجهيز المجتمع لحياة سياسية بالمعنى الحقيقى.
