حكاوي "عم محمد" الإسكافي في زوايا المنشية.. 61 عامًا في تصليح الأحذية

عم محمد الإسكافي في زوايا المنشية
عم محمد الإسكافي في زوايا المنشية

في أزقة ضيقة في شوارع المنشية، بمدينة الإسكندرية، يجلس عم محمد جلسته المعتادة، طيلة 60 عامًا مضت من عمره في إصلاح الأحذية، في الكشك الخاص به.

يمسك الإبرة وخيط حكاية الأحذية بالتفصيل، ثم ينظر بعينيه ضعيفتي البصر بصعوبة ويبدأ بالسير على الخطوط التي خطها لصناعة حذاء يدوي له طابع لزبونه الخاص.

ويقول عم محمد، " إن عمري يبلغ 73 سنة، وحضرت نكسة 67، وانتصارات 73 في الجيش، وأنا أقوم بإصلاح كافة الأحذية والحقائب، والحقائب، لا أقول للعمل لا، مهما كان صعب أو تكلفته بسيطة، لا يهمني، المهم أبسط الناس، وأرى السعادة على وجوههم بسبب إصلاح أحذيتهم، لإن الجديد غالي وصعب جدا يشتروا الأن، وطول عمري من 61 سنة وأنا بعمل كدا.

ويضيف عم محمد، " أنا حضرت عبد الناصر، وحضرت السادات، ولم أغب يوم واحد عن الجيش طيلة 8 سنوات، وعلمت أولادي الاثنين حب الجيش والوطن، وأُنفق عليهما وأختهما الثالثة، من هذا المكان".

ويتابع عم محمد، "في أسرار للعمل، أقوم بالتفصيل فمثلا أبدا بالاسطمبة والتي من خلالها ابدأ وضع شكل الحذاء الأخير، وأقوم بتركيبه على الماكينة، ثم الفرش الداخلي، ثم التشطيب النهائي للحذاء والحذاء اليدوي متقن بكثير عن نظيره المميكن، وله سعره وله من يقدره، ويتهافت عليه الناس، ويقف لي الزبائن بالطوابير، خاصة أصحاب المقاسات الخاصة، وممكن أن يستغرق تفصيل الحذاء يوم أو يومين حسب طبيعة العمل.

ويؤكد عم محمد "أسعاري مش غالية أنا غلبان زي الناس.. ولابد أن أشعر بظروفهم المادية، الجديد غالي جدًا، وأنا أساعد الناس على قدر مقدرتي خاصة في حاجة مهمة في حياة الناس مثل الحذاء، وكنت أعمل في محطة الرمل في ورشة أحد الناس، وتوفي، ثم انتقلت للمنشية، والحمد لله ربنا يرزقني الخير دائمًا".

ودعى عم محمد الشباب للكفاح قائلاً، " أنا في هذه السن وأكافح، لماذا لا يكافح الشباب ودائمًا يشكون البطالة وقلة ذات اليد، العمل مفتوح ومصر عامرة بالخير، ولكن العبرة بالعمل والسعي".

ويبدي عم محمد أسفه وحزنه لما يحدث في فلسطين، واصفاً ما يحدث بالمشاهد البشعة، وتمنى نصرًا لغزة مثل نصر أكتوبر الذي حضره، وقال " أتخيل أن الأطفال الذين يموتون أطفالي، ينفطر قلبي وأحزن حزنًا شديدًا، على ما يحدث لإخواننا".

وأنهى عم محمد حديثه " أتمنى أن أزور بيت الله الحرام، وأعتمر وأزور قبر الرسول الأكرم، وأدعوا الله دائما هذا الدعاء".

اقرأ أيضا|«أنت أقوى من المخدرات».. ندوة توعوية بجامعة الدلتا التكنولوجية