فيصل مصطفى يكتب: حرب إقليمية

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

بعد مرور أكثر من شهرين ونصف على الحرب الدائرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قطاع غزة ، تَحقَقَ ما توقعناه، من أن هذه المعركة ، قد تؤدي إلى عواقب وخيمة .

اقرأ أيضاً| فيصل مصطفى يكتب: لماذا نعم «5»
قلنا إن هذه المعركة ، قد تتحول إلى حرب إقليمية كبرى غير مسبوقة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط ككل ، وهذا ما حدث بالفعل ، فنجد الأمر مشتعلا في لبنان و سوريا و العراق و اليمن ، أي أن حدث ما توقعناه ، وتحول الصراع إلى مواجهة إقليمية كبرى ، تُنذر بأفدح وأشد الأخطار .


 توقعنا أيضا أن هذه الحرب قد تكون بداية وسببا لحرب عالمية ثالثة ، وهذا ما يبدو، أنه يقترب من التحقيق، فالولايات المتحدة الأمريكية مشتركة ومنغمسة بكل ما تملك من قوة في هذه الحرب، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا ، ومعها بريطانيا وحلف الناتو  .
في الوقت نفسه ، نرى أدوارا خفية يتناقلها الإعلام الخارجي والدولي عن أدوار ما  لروسيا  والصين ، وعن احتمالات تصاعد الأمور والوصول إلى مواجهة حادة، خاصة وأن أحداث غزة لا تبدو بعيدة سياسيا عن حرب أوكرانيا وروسيا ، حتى ولو كانت بعيدة جغرافيا .

ومن هنا تنبأنا بأن الحرب في غزة ، قد تؤدي إلى تغييرات عميقة في المجتمع الدولي ، وهذا ما يحدث بالفعل ، سواء على مستوى الأمم المتحدة في معاركها التي لا تنتهي في مجلس أمنها ، و استخدام الفيتو المتبادل بين روسيا من ناحية و أمريكا وبريطانيا من ناحية أخرى أكثر من مرة ، أو من خلال التباينات والتغيرات الحادة في مواقف العديد من الدول الأوروبية والغربية ، والتي كانت دائما تأخذ موقف المدافع والمنحاز التقليدي لإسرائيل .
 ناهيك عن الإنتفاضات الشعبية، التي تجتاح العواصم والمدن الكبرى في أمريكا وأوروبا و كندا أو في غيرها من كافة البلدان في مظاهرات هائلة ، يشارك فيها مئات الألوف  . 
صحيح أن وجهات النظر المختلفة ، لم تصل إلى حد المواجهة العسكرية المباشرة بين جيوش الدول الكبرى ، لكنها أخذت شكل المواجهات السياسية والاقتصادية والإعلامية والشعبية ، التي تنذر بحدوث كارثة ، ما لم يتدارك العقلاء ، خطورة ما يحدث على مجمل دول العالم .
كل هذه الأمور تؤكد صدق ما توقعناه ، وصدق ما رأيناه مبكرا من الأحداث ، وما سوف تؤدي إليه الأمور في المرحلة الحالية والمقبلة ، وكلها تسير في صالح الخط العربي ، لأنه لا يصح إلا الصحيح، ولا يحق إلا الحق .
 بالتأكيد المتغير الرئيسي والجديد ، الذي قلب كل الأحداث وكل التوقعات ، هو عطاء وآداء الشعب الفلسطيني في المعركة ، والذي أكد أنه قد أصبح من المستحيل إنهاء قضيته أو القضاء عليه .
 قد أصبح واضحا لكل ذى عينين، أن الشعب الفلسطيني حقيقة واقعة ، وأنه لا بديل عن إنشاء دولته وكيانه السياسي المستقل المعبر عنه ، والذي يستحقه بالفعل ، فهو شعب من أعظم الشعوب في التضحية والعطاء والأداء . 
عموما .. لا أستطيع في هذه العجالة السريعة ، سوى أن أشيد وأحيي وأحترم هذا الشعب المقاتل العظيم ، ودماؤه الذكية الطاهرة ، وأرواح شهداؤه الذين يدافعون ليس عن فلسطين فقط ، وإنما يدافعون عن الوطن العربي بأكمله .
وفى النهاية ..  أرى نصرا قريبا يلوح في الآفاق