عاجل

«متى تغادر».. قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون

الكاتب محمود حمدون
الكاتب محمود حمدون

سألته والفجر يوشك أن يؤذِّن: طالت إقامتك بيننا، فمتى تغادر؟

أجابني وهو يعبث بجيوبه، يتطلّع حوله: سأغادر حين أنتهى من فنجان قهوتي.

 أو..

• عندما تنتهي المباراة الدائرة على شاشة التلفاز الآن...

 ربما

• حين تتثاقل جفون القوم، تتمايل رؤوسهم من فرط النُعاس والاجهاد...

 

ثم نظر إليّ بتمعّن، قال، لكن ثق أنني:

• سأغادر حين أصبح عبئًا، يراني الناس جبلًا يسد الأفق ويمنع عنهم الهواء والنور.

• حينها، سأدلق بقايا فنجاني على الأرض، سأغلق التلفاز قبل نهاية المباراة.

 

تنهّد قليلًا، ثم أكمل، لكني:

 لن أنتظر حتى يذهب الخلق إلى مخادعهم، سأحمل حقيبتي، سأمضي إلى حال سبيلي والشمس بكبد السماء... أو

• حين أحس أنني أزداد سِمْنَة ولا أستطيع القفز في الهواء واللهو مع الأطفال.

• حينها فقط ..ثم سكت طويلًا!

سألته: لمَ توقفت؟ ماذا بعد "حينها فقط "؟!

لم يُجب، فقط لملم ُسُترته الجلدية المهترئة حول جسده، عقد يديه تحت إبطيه، أغلق عينيه واستقر مكانه كوتد خشبي منغرس في الأرض، انتظرت أن يستأنف حديثه، لكنه بقي على وضعه وصمته، نظرت إليه أبحث عن إشارة تدلّني، فما وجدت...