الأطقم الطبية على «خط النار».. مصر تقدم الرعاية للجرحى وجيش الاحتلال يدمر المستشفيات

الأطقم الطبية على «خط النار» ..مصر تقدم الرعاية للجرحى وجيش الاحتلال  يدمر المستشفيات
الأطقم الطبية على «خط النار» ..مصر تقدم الرعاية للجرحى وجيش الاحتلال  يدمر المستشفيات

الحرب لا تفرق بين بشر أو حجر.. قتل وحشى واستخدام القنابل والأسلحة المحرمة دولياً فى عمليات القصف والدمار للمنازل والبنية التحتية لمدن قطاع غزة، التى كانت كلها أهداف مستباحة امام جيش الاحتلال الإسرائيلي، لإتمام الهدف المعلن والخفى لقادة إسرائيل، وهو إبادة جماعية للشعب الفلسطينى فى مناطق القطاع كافة، حتى الأطقم الطبية لم تسلم من وحيشة جيش الاحتلال، الذى وضعها على «خط النار».

وتنقل «الأخبار» مشاهد الدمار المأساوية التى تعرضت لها المستشفيات والمدارس داخل قطاع غزة، وحال التلاميذ بعد استخدام مدارسهم لاستقبال الجرحى، وذلك من خلال العالقين الذين تمكنوا من الدخول من الأراضى المصرية عن طريق معبر رفح البرى، وكذلك نقل أحوال المدنيين الذين يعانون من الممارسات الوحشية بسبب الحرب الدائرة الان وملاحقة إسرائيل للنازحين فى مناطق جنوب القطاع.

اقرأ أيضاً | 9 سنوات من اقتحام ملف القضاء على العشوائيات.. التجربة المصرية استثنائية لضمان حق المواطن في حياة آمنة وكريمة

وأكد «أبو خالد»، من قطاع غزة، أن المدارس فى مناطق وسط غزة تحولت إلى مستشفيات بسبب ما آلت اليه أوضاع المنظومة الصحية ، والتى تعرضت الى عمليات التدمير المستمر والمقصود فى مختلف مناطق القطاع ، خاصة وان الجيش الإسرائيلى يعتبر كل حجر مهما كان هدفا هو يحقق مخططاته من خلال عمليات القصف، وفى دير البلح، أصبحت المدارس بديلا عن مستشفى شهداء الأقصى، الذى اكتظ بعشرات الجرحى ولم يعد يتحمل أعداد زيادة.

وأشار الى أنه تم تحويل ابنه، الذى أصيب اثناء إطلاق إسرائيل النار على المواطنين عند توغل الدبابات على أطراف المخيم ، إلى المدرسة التى سبق تجهيزها بالإمكانيات التى تسمح بتقديم الرعاية الطبية اللازمة لإسعاف الجرحى، تمهيدا لنقلهم إلى العلاج خارج قطاع غزة.

وأضاف أن الفريق الطبى بالمدرسة يقوم بتقديم الرعاية الطبية اللازمة للجرحى والمرضى الفلسطينيين فى ظروف أقل ما توصف بأنها مأساوية ، و بدلا من أن يتلقى التلاميذ دروسهم فى المدرسة ، أصبحوا يخضعون للعلاج فى فصولها بعد أن تعرض بعضهم إلى قصف الطيران الإسرائيلى لمنازلهم ولاماكن الإيواء التى نزحوا إليها هرباً من جحيم الحرب.

وقدم الشكر لدولة مصر والرئيس السيسى، الذى عمل على فتح معبر رفح البرى من أجل توفير الأسرة الطبية والمستلزمات والأدوية اللازمة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهؤلاء الجرحى، والتى تم إدخالها من معبر رفح البرى تباعا تضامنا مع الشعب الفلسطينى المحاصر، والذى يتعرض إلى عمليات قتل ممنهج من قوات الجيش الإسرائيلي.

وقال «أبو أسامة»: إن مدينة خام يونس، شاهدة على تنفيذ مخططات إسرائيل الخبيثة من أجل التهجير القسرى لسكان شمال ووسط قطاع غزة ، ولم يكتف الاحتلال بذلك بل يمارس ضغطة على سكان خان يونس للتهجير، ولكننا باقون هنا فى منازلنا مهما حاولت الاحتلال أن يمارس ضغطه علينا ، وسنواجه أى مخططات تهدف إلى تهجيرنا من أراضى فلسطين فى قطاع غزة ، حتى لو تم تدمير منازلنا التى نعيش فيها، وسنقيم فى خيام بجوارها فهى الموطن والملاز مستقبلا.. كما قدم شكره إلى الرئيس السيسي، الذى رفض بقوة محاولات تهجير السكان الى سيناء ، حيث يقدر الرئيس السيسى أهمية القضية بالنسب للشعب الفلسطينى من اجل إقرار دولة مستقلة كى نعيش فى أمن وسلامة.

وأشار «أبو فتحي»، الى أن منطقة خان يونس تشهد وقع العديد من الضحايا نتيجة عمليات القصف للمنازل، حيث أصيبت ابنته كما وأصيب العشرات بخلاف الشهداء فى منازل مجاورة ، وننتظر إخراج المصابين للعلاج فى مصر لتلقى الرعاية الطبية المناسبة حسب حالة الجرحى .

وأضاف أن منطقة خان يونس، أصبحت ملاذا للفلسطينيين النازحين من شمال ووسط غزة، حتى ان العدو الإسرائيلى لم يخرجها من حساباته العسكرية ولم يترك سكانها فى امان كما وعد ، حيث أصبحت مركز للعمليات العسكرية فأصوات القصف والرصاص لا تهدأ فيها ، وليس أمام سكان المدينة سوى الصمود امام الة الحرب الإسرائيلية.. وقدم شكره للرئيس السيسي، لإصدار قرارة بالسماح لاستقبال الجرحى لتلقى العلاج اللازم فى المستشفيات المصرية وإدخال المساعدات الإنسانية المتنوعة لتلبية احتياجات النازحين وكذلك سطام القطاع على مديريات الحرب الدائرة منذ اكثر من 79 يوما.

وقال «أبو فالح»، إن منزله تعرض للقصف فى خان يونس، حيث أصيبت زوجته واحد أبنائه وتم نقلهما لمستشفى لتلقى العلاج.. وأشار إلى أن بكاء الأطفال لا ينقطع وعويل الأمهات يتواصل حزنا على من استشهدوا من الاهل والاحباب سواء الأطفال والنساء ، فى حين تتواصل مساعى الرجال لنقل الجرحى الى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج وتخفيف عنهم الجراح.

وأشار إلى أن الفلسطينيين النازحين من مناطق الشمال إلى مناطق الجنوب ينتظرهم مصير مجهول خوفا على حياتهم، وحياة أطفالهم بعدم تعرضهم لعمليات القصف المدفعى وغارات الطيران .

ووصف الليثى، فى مخيم ببت لاهيا، المشاهد التى تعكسها الكارثة فى قطاع غزة والتى أصبحت الحياة فيه محبطة للغاية، قائلاً: «ان القطاع المنكوب يواجه كارثة فاتورة باهظة لإعادة الحياة، واسترداد الأمان أصبح حلما صعبا ، فهم يعيشون الحزن والألم على فقدان الاحباب، خاصة بعد أن تعرض منزل شقيقه وأولاد عمومته الى غارات الطيران الإسرائيلى الذى تم تسويتها على الأرض وأصيب شقيقه واثنين من أبنائه وكذلك 5 من أبناء عمه، ووقوع 8 شهداء تحت الأنقاض.

وأضاف أنه وجع نفسى وألم كبير تسبب فى مشاكل نفسية لجيل كامل من الشباب بعد ان شاهدت أولادي، وقد تأثروا كثيرا بسبب مشاهد الدمار التى لحقت بمنازل أقاربهم والمجاورة لمنزلى وتسببت فى استشهاد اعز اصدقائهم الذين عاشوا معهم أيام الطفولة.

من جانبه، أكد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، على استمرار تدفق المساعدات المتنوعة إلى قطاع غزة، عبر بوابة معبر رفح البرى، إلى جانب استقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين ومرافقيهم وأصحاب الجوازات الأجنبية والمصرية.. وأضاف أن إجمالى عدد الطائرات التى وصلت إلى مطار العريش الدولى منذ 12 أكتوبر الماضى بلغ 331 طائرة حملت على متنها 9848 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية المتنوعة، مقدمة من 50 دولة عربية وأجنبية ونحو 15منظمة إقليمية ودولية.

من جانبه، أكد د. خالد زايد، رئيس الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، أنه تم أدخال 97 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، الى جانب إدخال شاحنتين تحملان 120 ألف لتر من السولار وشاحنة تحمل 40 طنًا من غاز الطهى الخاص بالمنازل، حيث تم تسليمها إلى الهلال الأحمر الفلسطينى.

وواصل مطار العريش الدولى، استقبال طائرات المساعدات من مختلف الدول العربية والأجنبية.

ونالت طواقم الهلال الأحمر بشمال سيناء، تقدير الشخصيات الدولية التى زارت العريش ومعبر رفح خاصة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، الذى أشاد بعمل فرق الهلال الأحمر.