فى الصميم

اقتلوهم ولكن.. بقنابل أصغر !!

جلال عارف
جلال عارف

فى الوقت الذى كانت الولايات المتحدة تضغط خلاله من أجل تعطيل مجلس الأمن عن أداء دوره فى حفظ السلام، وتناور وتهدد وتبتز من أجل منع صدور قرار دولى بإيقاف حرب الإبادة على شعب فلسطين.. فى هذا الوقت كانت الصحيفة الأمريكية الأشهر "نيويورك تايمز" تنشر تقريرها المهم عن سلاح أمريكا الذى يواصل قتل أطفال فلسطين.


وركز التقرير الضوء على استخدام قنابل لم يسبق استخدامها ضد المدنيين فى أى حرب.. حيث أمدت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل بآلاف القنابل من طراز «MK84» التى تزن الواحدة منها ٢٠٠٠ رطل، لتقوم إسرائيل على الفور باستخدام ٢٠٠ قنبلة منها رأى العالم كيف تدمر أحياء سكنية بكاملها على ساكنيها ليبقى آلاف الضحايا تحت الأنقاض.. أو تُنتشَل أشلاء لا تجد المقابر. والأكثر انحطاطاً هنا أن بعض هذه القنابل - كما أكد التقرير - تم إلقاؤها على مناطق كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلى قد أعلنتها "مناطق آمنة" ودعت المدنيين الفلسطينيين للنزوح إليها ليجدوا قنابل أمريكا هائلة التدمير فى انتظارهم!!
لكن أمريكا - والشهادة لله - تحركت لمواجهة آثار الجريمة التى تشارك فيها والتى صدمت الرأى العام العالمى (وحتى الأمريكى) وأمضت أسابيع فى تقديم "النصائح" لمجرمى الحرب الإسرائيليين بعدم الإسراف فى استخدام هذه القنابل ضد المدنيين الفلسطينيين بلا جدوى، ثم قررت أن تمد الصهاينة النازيين بقنابل أخرى من طراز "چى چى 3" تبلغ زنة القنبلة منها 900 رطل فقط ولكن بقدرة تدمير عالية وبدقة فائقة فى إصابة الهدف. وطلبت من إسرائيل أن تكون هذه القنابل هى البديل عن القنابل زنة 2000 رطل. ليظل الهدف واحداً وهو قتل الفلسطينيين وتدمير كل أسباب الحياة على أرضهم مع التخفيف من المشاهد المروعة بقدر الإمكان!!


وبدلاً من أن تصحح أمريكا أخطاءها البشعة ظل قرارها الأساسى هو استمرار المذبحة التى تجرى بسلاح أمريكى ودعم سياسى وعسكرى لا سابق له. وهكذا وقفت معزولة عن العالم كله ترفض أى إشارة لوقف القتال، وتعلن - فى نفس الوقت - استمرار إمداد إسرائيل بكل ما تحتاجه من سلاح وذخيرة، وترسل القنابل الأصغر حجماً والأكثر تطوراً وكأنها تقول لإسرائيل: واصلوا قتل الفلسطينيين.. ولكن بقنابل أصغر!!
هل تدرك أمريكا إلى أى مستنقع تنحدر بشراكتها المباشرة فى حرب إبادة شعب فلسطين؟!