عاجل

الدكتور أشرف غراب يكتب: السيسي.. وحكاية وطن

الدكتور أشرف غراب
الدكتور أشرف غراب

احتفل الشعب المصرى بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالانتخابات الرئاسية 2024، فقد هتف المصريون «تحيا مصر»،  «مبروك لمصر» وتعالت الأغانى الوطنية احتفالًا بتتويج الرئيس السيسي لفترة رئاسية جديدة، وأستطيع أن أقول بكل ثقة: نعم مصر تستطيع.. والجمهورية الجديدة لم تعد حلماً نسعى إليه، بل واقع نفخر به ونعيشه.

الجمهورية الجديدة التى أرسى قواعدها الرئيس السيسي، الذى كان على العهد والوعد دائماً، وحرص على توجيه الشكر للشعب، وقال:" إن اصطفاف المصريين وتصويتهم فى الانتخابات الرئاسية رسالة رفض للحرب اللا إنسانية على الحدود الشرقية لمصر وليس مجرد تصويت لانتخاب رئيس جديد. 

وقال أيضا: أشكر كل المصريين المشاركين فى هذا الحدث المهم فى ظل الظروف والتحديات الراهنة وفى مقدمتها الحرب الدائرة على حدودنا الشرقية والتى نبذل كل الجهود من أجل وقفها.

وتعاهد المصريين مع الرئيس، وتجديد الثقة، وعياً كبيراً، وانتماءً راسخًا لهذا البلد، قال عنه الرئيس: إننى أدرك يقينًا حجم التحديات التى مررنا بها وما زلنا نواجهها، كما أؤكد إدراكي بأن البطل فى مواجهة هذه التحديات هو المواطن المصرى العظيم الذى تصدى للإرهاب وعنفه، وتحمل الإصلاح الاقتصادى وآثاره، وواجه الأزمات بثبات ووعي وحكمة.

إن مصر قدمت للعالم نموذجاً غير مسبوق من التجربة الديمقراطية، وظهر وعى المصريين، وحرصهم على وطنهم، وإدراكهم لمدى الخطورة التى تحيط بهم فى هذه الفترة الحساسة من تاريخ المنطقة بأكملها.
هؤلاء هم المصريين، الذين يحدوهم الأمل فى بناء وطن عظيم، ويريدون أن يكون صوتهم، الذى يدافع عن حلم مصر، واستكمالا للحوار الوطنى المصري بشكل أكثر فاعلية وعملية.

إن آمالنا كبيرة فى أن نتجاوز هذه الظروف العصيبة، وأن يظل وطننا آمناً، مستقراً تحت قيادة القائد المحارب من أجل مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى لم يفقد الأمل يوماً، فى أن مصر ستأخذ مكانها الطبيعى بين الأمم المتقدمة.

المواطن المصري هو محور أى عمل وأمل وتقدم ونهضة دائما، ويؤكد تاريخنا القديم والحديث، أن المصريين هم أساس أي طفرة تنموية، وهم مصدر العزة والكرامة والحياة الكريمة؛ بوعيهم وقدرتهم على إيجاد الأمل من اليأس، والنصر من الهزيمة.

فإن المصريين قادرون على صنع المعجزات، مهما تكن قسوة الظروف، ويعي الرئيس السيسي ذلك جيداً، ويراهن عليه، حتى إنه قال: «أمتنا العظيمة قادرة على صياغة الحاضر.. وصناعة المستقبل.. وزراعة الأمل.. وإقرار السلام والاستقرار.. تلك حرفتنا منذ أن كتب التاريخ على جدرانها، وكانت أرضنا الطيبة مبتدأ التاريخ، وستكون منطلق المستقبل، بإذن الله، بالعزيمة والإرادة».

وعندما يقدر الرئيس، تكاتف المصريين وصبرهم على ظروف اقتصادية صعبة، صنعتها الأزمات العالمية، فهو يعنى أن الرباط مقدس، وأن التلاحم مستمر حتى تنتهي الأزمة، ويجني المواطنون ثمار ما حدث وما يحدث من تقدم ونمو ومشروعات عملاقة، فقد قال الرئيس: «مقدر جداً أن تحملكم لذلك به جبر خاطر كبير جداً لدى أنا شخصياً.. أنا أعرف أن الظروف صعبة وأعرف أن الناس تتحمل تلك الظروف.. ولم تتكلم.. وهذا كثير.. لذلك أريد أن أطمئنكم أننا لا نترك أى شيء نقدر عليه ولم نقم به».

وفى رأيي أنه ليس هناك أنسب من تلك الحالة، التى يؤمن فيها الشعب بقائده، ويقف خلفه ويؤيده بوعي، ولا يستسلم لدعاوى المغرضين، والتى يقابلها تقدير من القائد والزعيم، وشعور بالمسئولية، وعمل بإخلاص من أجل حياة كريمة للأجيال الحالية، والتى تليها.

فهناك أزمة اقتصادية عالمية، طالت كل دول العالم؛ غنيَّها وفقيرها، وهزت اقتصادات عفيَّة، شهدت لها كل المؤسسات الدولية، وفى الوقت نفسه، يهيلون التراب على إنجازات؛ هى أقرب إلى معجزات، ليس فقط لأنها زينت الأراضى المصرية من شرقها لغربها، ومن شمالها إلى جنوبها فى وقت قياسى، ولكن أيضاً لكونها عملاقة وغير مسبوقة.. ويكفى الإشارة إلى حجم ما تم إنفاقه على البنية التحتية.

إن ما قدمه السيسي لمصر وشعبها، يستحق أن يشكره الجميع عليه، وأن يرفع له القبعة احترامًا لزعيم تقدَّم للمسئولية، فى ظروف صعبة، ولبى نداء المصريين، وسط أمواج كادت تعصف بوطن عزيز غالٍ، وليس فقط مجرد مواصلة الدعم والتأييد، من أجل أن يواصل رحلة العطاء لست سنوات أخرى، يستكمل فيها مسيرة بناء دولة جديدة، وينعم شعبها بالرخاء، ويجني ثمار التنمية، ويرتاح بعد عناء سنوات البناء والتنمية، التى تحملها راضيًا، من أجل الانطلاق إلى المستقبل.

هناك مشاريع وإنشاء مطارات جديدة، واستصلاح ملايين الأفدنة، ومشروعات طرق عملاقة أطوالها بلغت آلاف الكيلومترات، وإنشاء محطات توليد كهرباء، ومحور تنمية قناة السويس.. وكيف يرون ما يحدث فى توشكى وسيناء والدلتا الجديدة؟.

إن النجاحات الحقيقية تتحدث عن نفسها، فقد جذبت مصر استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات؛ لتحتل المركز الثانى كأكثر الدول العربية المستقبِلة للاستثمار، بعد أن أثبت الاقتصاد المصري قدرته على الصمود، والتصدى لكل المخاطر والأزمات، التى هدمت اقتصادات كثيرة، أو على الأقل أثرت فيها تأثيرًا بينًا.

هناك أيضاً إطلاق البرنامج القومى لتحويل وإحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفة، وقيام جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بتقديم تمويل بمليارات الجنيهات،  وتطوير شركات قطاع الأعمال العام، وحسن إدارة أصول قطاع الأعمال العام، وميكنة إجراءات العمل، وتأهيل العنصر البشرى، ودعم الكفاءات المتميزة.

جمهورية جديدة، بأحدث النظم العالمية، قطع بها السيسى خطوات عملاقة، ولا يتبقى إلا القليل، حتى تتحقق الحياة الكريمة لكل المصريين، لا لفصيل معين، أو عشيرة محددة، وهو ما يستحق أن نقف بسببه خلف القائد، الذى ضحى ولا يزال، ونحن معه من البداية إلى النهاية.

حيث تحاول الدولة تخفيف الأعباء التضخمية من خلال البرامج المجتمعية المختلفة، وزيادة الحد الأدنى للأجور، ومعاشات تكافل وكرامة، وتطوير منظومة الضرائب، من خلال تعيين كفاءات جديدة لإجراء حصر دقيق بالأنشطة الاقتصادية غير الرسمية، وبما يساعد على اتخاذ سياسات تدعم ضم الاقتصاد غير الرسمى بالاقتصاد الرسمي.

أن مصر لديها القدرة على الخروج من الأزمة الراهنة، بما تمتلكه من مقومات، بداية من عرض التحديات التى تواجهها الدولة بشفافية، إضافة إلى التعاون الحقيقي بين المجموعة الاقتصادية بمجلس الوزراء، فى سياق خطة التعامل مع التداعيات الحالية، فضلاً عن إشراك الخبراء والمختصين فى وضع تصورات للحلول.
فمن حق كل مصري أن يعتز بوطنه وقائده، وأن يفتخر فى الدنيا كلها بقوة وصلابة أرض الكنانة... مصر التى قد تتأثر بأزمات عالمية، وقد تنال منها بعض العواصف، ولكنها لا تسقط أبداً، ليس هذا فقط، بل أكد الرئيس على أن مستقبل الأجيال القادمة أصبح مسئوليتنا الآن.

وكالعادة يطلب السيسى من الشعب دائمًا أن يكون حاضرًا، لقناعته بأن الدولة لا تستطيع مواجهة أى تحدٍ بمفردها، لكن بدعم ومساندة من الشعب، ولا يترك القائد فرصة، إلا ويؤكد فيها أن الشعب شريك، وصاحب دور كبير بصبره وتحمله وتفهمه لكل ما يدور على الساحة من أحداث، كانت كفيلة بتدمير كل شيء، لولا الإرادة الصلبة وجهد الدولة المتواصل، وسط أمواج متلاطمة، حتى أنه لا توجد منطقة لم تصل إليها أيدى التطوير والتنمية من أسوان حتى السلوم، وفى سيناء بشمالها وجنوبها، فى إطار رؤية الدولة 2030.
إن ما يحدث فى مصر من مشروعات عملاقة، ضمن خطة كبيرة وغير مسبوقة للتطوير والتنمية، ونقلة كبيرة نحو جمهورية جديدة، يتمتع فيها أكثر من 105 ملايين مواطن بالرخاء والحياة الكريمة.

وأخيراً.. يبقى مبدأ الرئيس الأهم، ألا وهو أن الدولة لن تجور على حق المواطنين، بل تبحث عن مصلحتهم، عن طريق عوائد المشروعات العملاقة التى تستغرق فترة زمنية معروفة لدى الاقتصاديين، الذين يدركون جيدًا أن التنمية لا تتحقق بين يوم وليلة، بل تحتاج إلى سنوات طويلة.. عاشت مصر قوية، رائدة، وعاش زعيمها الذى أنقذها، وما زال يحميها من الكارهين وأصحاب المصالح والأجندات.