بينى وبينك

العشق الكونى

زينب عفيفى
زينب عفيفى

فى رحلة العشق الجميلة للكون ينقلنا الكاتب أحمد بهجت من حالة العشق الى حالة الافتقاد فى سيمفونية العزف على أوتار عذوبة الكون فى مقطوعة تشبه الموسيقى الكلاسيكية لعزف منفرد فى سطور بعنوان «أنى أفتقدك» فى كتابه «تأملات فى عذوبة الكون»، حين قالت له: إننى أفتقدك. فتحركت مياه البحر وغطت الشاطئ، ولم يفهم القمر سر حركة المد والجزر التى تحدثها الأمواج، ولا البحر يعرف سر انجذابه إلى القمر، ورغم بقاء السر سراً يتأثر البحر بالقمر، ويحلو للقمر أن يؤثر فى الأمواج مداً وجزراً. 

هذه العلاقة بين القمر والبحر تحت أى وصف يمكن إدراجها؟ هل هى صداقة؟ هل هى زمالة فى الخليقة حين كان البحر والقمر وبقية الكائنات دخاناً، لم يتشكل بعد فى صورته التى قضاها الأمر الإلهى؟ يجيب أحمد بهجت: أغلب ظنى أن بين القمر والبحر عشقاً قديماً، ليسا زوجين لأنهما لا يعيشان معاً، وليسا صديقين لأنهما لا يتحدثان طويلاً، إنما هما عاشقان يرتعش كل واحد منهما لمرآى الآخر دون أن يقول شيئاً.
عادت تقول: إننى أفتقدك.

يتنفس البحر فتتحرك أمواجه، والقمر يتناقص أو يزيد كل ليلة، وموج البحر يمتد أو ينحسر لا يعرف البحر ماذا يحدث للقمر ولا يعرف القمر ماذا يحدث للبحر، لكن ظهور أحدهما فى سماء الآخر كفيل بتغيير كل شيء وارتعاش كل شيء هذه العلاقة الغامضة بين القمر والبحر من أعجب العلاقات التى يمتلئ بها الكون. ولكنها ليست العلاقة الوحيدة، ثمة علاقات أخرى لقد وقعت الأرض فى حب الشمس ولهذا تدور الأرض حول نفسها كالعشاق ثم تدور فى مجال جاذبية الشمس حول الشمس. فهل يدور المخلوق حين يدور حول مخلوق آخر إلا إذا كان يعشقه، من المؤكد أن كل الكائنات تقع فى حب كائنات أخرى بالأمر الإلهى.