نوستالجيا

عيد النصر

معتز عبد المجيد
معتز عبد المجيد

«بورسعيد المدينة الباسلة التى كانت طليعة النصر، هنا فى بورسعيد، حيث ضرب المثل فى الفداء والتضحية من أجل الحرية ومن أجل الاستقلال.. هنا فى بورسعيد، حيث صمم أبناؤها على أن يقفوا سداً منيعاً ضد قوى البغى والعدوان..

هنا فى بورسعيد، حيث وقف الشباب والشيوخ والنساء جنباً إلى جنب مع الأطفال، وتعاهدوا جميعاً على أن يحموا أرض وطنهم الحبيب..

هنا فى بورسعيد، حيث التقى الشباب الأعزل أساطيل الدول الكبرى والدول العظمى، نحتفل بعيد النصر، ونضرب للعالم أجمع المثل الأعلى فى التضحية والفداء»..

اقتبس هذه الكلمات من خطاب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى ألقاه فى ٢٣ ديسمبر ١٩٥٨ من مدينة بورسعيد الباسلة فى الذكرى الثانية لعيد النصر والذى تحل اليوم ذكراه ال ٦٧..

ذكرى انتصار القوات المصرية والشعب المصرى والإرادة المصرية على قوات العدوان الثلاثى «البريطانى والفرنسى والإسرائيلي» عام 1956، بعد الإعلان عن تأميم قناة السويس. ويشكل هذا اليوم صفحة مضيئة فى تاريخ النضال الوطنى المصري، ويؤرخ لانتصار مصر السياسى والعسكرى، بعد انسحاب آخر جندى من جنود العدوان من منطقة قناة السويس..

توقع العدوان خلال إعلانه الحرب على بورسعيد، أنه من السهل العبور إلى المحافظات المصرية والاستيلاء على قناة السويس، ولكن هذا ما رفضه أهالى بورسعيد ورجال المقاومة الشعبية بالتنسيق مع القوات المسلحة، وشهدت المدينة الباسلة منذ إعلان الحرب عليها فى 5 نوفمبر حتى جلاء العدوان فى 23 ديسمبر عام 1956، حصارا تاما لا مياه أو طعام أو أمان، ورغم ذلك أذاق أهالى بورسعيد قوات الاحتلال أشد العذاب من خلال عمليات نوعية سطروها فى كتب التاريخ بدمائهم وأرواحهم.

خرج أهالى بورسعيد من منازلهم عن بكرة أبيهم بعد رحيل العدوان، احتفالًا بالانتصار على العدوان الثلاثى، وأصبح هذا اليوم 23 ديسمبر عيدًا قوميًا للمدينة الباسلة.

ونحن نتذكر تلك الايام الخالدة ندعو بأن تظل مصر رمزًا للعزة والنصر وأن يحفظ الله شعبها وجيشها وأن يجنبها مؤامرات أهل الشر فى الداخل والخارج وأن تحيا دائمًا وابدًا وطنًا ننعم فيه بالأمن والأمان والاستقرار.