فى الشارع المصرى

سائق «أوبر» يحكى

مجدى حجازى
مجدى حجازى

استوقفنى بوست كتبه الصديق والزميل العزيز فهمى مرسى على «فيس بوك»، بعنوان: «ربنا كريم ورحيم بعباده»، نقلًا عن صفحة «الحوامدية الآن»، لقصة يرويها سائق «أوبر»، جاء فيها:

(أريد أن أحكى موقفا حدث معى: كنت فى «المرج»، وحيث إنها منطقة مزدحمة وشوارعها مكسرة.. تلقيت «ريكوست»، وطلب العميل حضورى إليه عند باب بيته، والمتعارف عليه أننا لا ندخل الحوارى.. ولكننى، قلت له: حاضر يا فندم، وذهبت إليه.. حضر العميل ومعه ابنه الصغير، وعندما بدأت الرحلة اكتشفت أنها إلى مستشفى ٥٧٣٥٧..

حدثت نفسى، وحمدت الله أننى لم أطلب منه الخروج إلى أول الشارع.. اعتذر الأب عن مشقة دخول الحارة، قائلًا: «معلهش الولد أخذ إمبارح جلسة كيماوى ولا يمكنه السير».. فقلت له: «لا يهمك، شفاه الله وعافاه».. وخلال الطريق واصلنا حوارنا حتى المستشفى، حينها قلت للأب: «هذه الرحلة هدية منى»، حلف الأب وصمم على سداد قيمتها.. كان الحساب ٧٠جنيها، أعطانى الأب ٢٠٠جنيه، ولم يكن لدى «فكة»..

تأهب الأب للنزول ليبحث عن «فكة» رغم أننى طلبت منه إرجاء السداد حتى آتى إليه ثانية لإعادتهما لمنزلهما بعد أخذ الطفل علاجه، ولكن رفض الأب بشدة وأصر على السداد فى التو.. ترك ابنه بصحبتى، وسأل كثيرين عن «فكة»، ولكن دون جدوى، حتى لمح تاكسى يسير فى الجهة الأخرى، ومالبث أن أعطى سائقه الـ 200 جنيه، ليفاجأ بأن السائق هرب مسرعًا بالـ 200 جنيه دون أن يعطيه «الفكة».. هالنى الموقف، ولم أتمكن من مساعدة الأب المسروق فى اللحاق بالسائق الهارب..

ووقف الأب المصدوم فى حيرة من أمره، وأخذ يقول بصوت مرتفع: «يااااارب انا معنديش طاقة لكل ده»، وجلس مكانه منخرطًا فى البكاء، حاولت الأخذ بخاطره، وقلت له: «الحمد لله إنها جت فى الفلوس»، رد على قائلًا: «صدقنى دى آخر فلوس معايا، للمواصلات رايح جاى، وأشترى لعبة للواد أنسيه الوجع اللى هو فيه»..

طبعا تجمع الناس، وحاولوا مواساته.. وفجأة توقفت سيارة «جيب شروكى» بجوارنا - على ما يبدو أن قائدها قد شاهد «فعلة» السائق المستهتر - واتجه نحو الأب وأعطاه «كبشة» فلوس وانصرف دون أن يقول كلمة واحدة.. تعجب الحضور من المشهد، وفى نفس واحد، قالوا: «سبحان الله».. واستمر الأب فى نوبة بكاء، ولكن هذه المرة، شاكرًا لله، وأخذ يردد: «يا كريم يارب، يا رحيم بعبادك».).. «انتهى البوست».

لنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا ونتمكن من تجاوز الأزمات، ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين، ويقيه شرور الصهيوأمريكية.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.