صباح الفن

حكايات فلسطينية فى «الجونة السينمائى»

انتصار دردير
انتصار دردير

استطاع مهرجان الجونة السينمائى أن يعبر دورته السادسة «الاستثنائية» بنجاح بعد تأجيلات عدة صادفتها بسبب الحرب على غزة، صحيح أن الحرب لم تنته، لكن الآراء تغيرت بشأن إلغاء المهرجانات السينمائية تضامناً مع غزة ، فالتضامن الأقوى أن تعرض أفلاما تدين الحرب والاحتلال الغاشم، وأن يجتمع سينمائيون من كل أنحاء العالم لإدانة العدوان وجمع التبرعات، وهو ما فعله مهرجان الجونة الذى عرض برنامجاً مهما بعنوان» «نافذة على فلسطين».

بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطينى -  ضم عشرة أفلام مهمة بين روائية ووثائقية طويلة وقصيرة وفيلم الرسوم المتحركة «الرسم لحياة أفضل» الذى عبر عن كوابيس أطفال فلسطين خلال الحروب وقد ترجموها إلى لوحات باهتمام من المركز النرويجى للاجئين الذى أجرى دراسات علمية لها وطلب من الأطفال أن يخرجوها فى رسومات حتى يتغلبوا عليها.

كما أقام المهرجان أمسية فنية أحيتها المطربة التونسية غالية بنعلى بحضور نجوم المهرجان لجمع تبرعات وإرسالها عن طريق الهلال الأحمر المصرى لأهل غزة  وقد تبارى الحاضرون فى تقديم تبرعاتهم ، كما طرح موضوع «السينما فى الأزمات، نظرة على فلسطين»  ضمن مناقشات جسر الجونة السينمائى، بحضور سينمائيين فلسطينيين شاركوا فى هذا البرنامج. من بينهم المخرج رشيد مشهراوى والمخرجة نجوى نجار والمنتجة مى عودة.

ولو أن المهرجان أقام دورته لأجل هذا الغرض فقط لاستحق القائمون عليه الشكر والثناء، لكنه أقامها بالتوازى مع برنامجه المعتاد الذى ضم أفلاماً عالمية حازت جوائز دولية ضمن برنامجه الرسمي، علاوة على مسابقاته للأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية وسينما من أجل الإنسانية وأفلام البيئة، كما احتفى بالسينما السودانية من خلال عرض مجموعة من أفلام جماعة الفيلم السودانى المرممة حديثاً.\

كما واصل دوره فى دعم الأفلام العربية عبر منصة الجونة السينمائية التى قدمت دعما قدره 365 ألف دولار للأفلام فى مراحل قيد التطوير وبعد الإنتاج  عبر شركاء ورعاة قدموا الدعم لأصحابها للدفع بمشروعات أفلام متميزة لترى النور وتخرج لحيز التنفيذ، وليشارك بعضها فى دوراته القادمة.

يستحق مهرجان الجونة التحية والتقدير لإصراره على إقامة دورته السادسة فى ظروف استثنائية ليضىء شمعة بدلاً من أن يلعن الظلام، وقد نجح بدون «الرد كاربت» التى ظنها البعض هى المهرجان ولم تكن كذلك أبداً فى أى وقت.