د. حسن أبو طالب يكتب: انقطاع الكهرباء في مصر.. النفايات هي الحل!

حسن أبو طالب
حسن أبو طالب

في الآونة الأخيرة، تعيش مصر أزمة حادة بسبب انقطاع الكهرباء، حيث تنقطع الخدمة بشكل متكرر يوميًا، ما يثير قلق المواطنين حيث كان لهذه المشكلة أثر واضح على حياتهم اليومية. وتعزو الحكومة هذه الأزمة إلى نقص في إمدادات الغاز الطبيعي الذي يعتبر مصدرًا رئيسيًا لتوليد الكهرباء في البلاد.

في ضوء التقارير التي تشير إلى أن انقطاع الكهرباء يعود جزئيًا إلى تراجع إمدادات الغاز الطبيعي، ثمة تساؤلات حول مدى كفاءة الاعتماد الحالي على مصادر الطاقة التقليدية، وكذلك مدى إمكانية البحث عن بدائل للطاقة المتجددة.

ومن الجدير بالذكر أن دولة الإمارات الشقيقة قامت بتطوير حلاً مبتكرًا لتحديات الطاقة المماثلة. ففي أبريل 2022، أكملت الإمارات بناء أول محطة لتحويل النفايات إلى طاقة، وهي مبادرة تعكس التفاني الوطني في استكشاف مصادر الطاقة البديلة.

فهل يمكن أن تكون تجربة الإمارات هي بمثابة الحل الأمثل لمشكلة انقطاع الكهرباء في مصر؟ يبدو أن هذا الأمر سوف يكون واعدًا. فبدلاً من الاعتماد الكامل على الغاز الطبيعي في تشغيل محطات توليد الكهرباء، يمكن تحويل النفايات إلى طاقة تشكل بديلًا مستدامًا وفعالًا.

في إطار جهود مصر لتعزيز الاستدامة البيئية وتوفير مصادر الطاقة المتجددة، من الممكن البدء فورًا في اتخاذ خطوات رئيسية لتحويل النفايات إلى مصدر مستدام لتوليد الكهرباء. وتمثل هكذا مبادرة استثمارًا مهمًا في تكنولوجيا التحلل الحراري والتحويل البيولوجي، مما يساهم في خلق فرص عمل وتحسين البيئة بشكل عام. ويعتمد هذا النوع من المشاريع على تبني تكنولوجيا حديثة لفصل المواد القابلة للاستغلال من النفايات وتحويلها إلى طاقة. ويشمل ذلك استخدام المعالجة الحرارية والتقنيات الحيوية لتحلل المواد العضوية، مما ينتج عنه إنتاج الغازات القابلة للاحتراق والتي يمكن تحويلها إلى طاقة كهربائية.

يساهم تحويل النفايات في تنويع مصادر الطاقة، مما يقلل من الاعتماد على مصادر محددة، ويقلل هذا الحل من التراكم الزائد للنفايات ويحسن من إدارة شئون البيئة، كما يمكن أن يؤدي استخدام التكنولوجيا المتقدمة في تحويل النفايات إلى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز التنمية الاقتصادية.

إن استخدام النفايات لتوليد الطاقة يمكن أن يكون حلاً مستدامًا لأزمة انقطاع الكهرباء في مصر. ورغم تدول اخبار عن نية الحكومة التفكير في هكذا مبادرات منذ عام تقريبا، فإن أزمة انقطاع الكهرباء التي تشهدها مصر تتطلب التزامًا حكوميًا باتخاذ خطوات فورية الآن تجاه دعم الاستثمارات في هذا النوع من التكنولوجيا، لأن العمل في هذا الاتجاه يعد خطوة حاسمة نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة وأكثر اعتمادًا على مصادر الطاقة المتجددة وأكثر جذبًا للاستثمار.