قصة حقيقية غريبة حدثت في انجلترا عام 1937 عندما تم إلغاء مباراة في الدوري الانجليزي لكرة القدم بعد وقت قصير من انطلاقها بسبب انتشار ضباب كثيف في ملعب المباراة جعل الرؤية مستحيلة بالنسبة للاعبي الفريقين وطاقم التحكيم.
غادر الجميع أرض الملعب باستثناء حارس المرمى «سام بارترام « الذي لم يسمع صفارات حكم المباراة من صخب الجماهير خلف مرماه ، وظل يحرس مرماه متحفزاً لأي تسديدة مباغتة لمدة 15 دقيقة ، قبل أن يأتي رجل شرطة من المكلفين بتأمين الملعب لإخباره بقرار إلغاء المباراة .
وعندها قال الحارس بكل أسى : يحزنني أن ينساني رفاقي وأنا أحرسهم وأحمي ظهورهم !
كم هو قاسي الشعور بالخذلان خاصة ممن تعهدتهم بالرعاية والاهتمام واذا بهم ينسون أو يتناسون كل ما قدمته إليهم من جميل.
هذا الشعور ينتاب الوالدين عندما يلاقون الجحود والنكران من ابنائهم بعد أن بذلوا الغالي والنفيس من أجلهم وضحوا بكل شيئ في سبيل إسعادهم وتلبية طلباتهم.
هذا الشعور ينتاب أي موظف نشيط يتحمل كل مهامه ومهام زملائه في العمل بلا كلل أو ملل وبدلا من كلمات العرفان والشكر تتسلل الى اذنيه عبارات سخيفة من عينة «ده حمار شغل».
هذا الشعور يعتصر قلب الزوجة التي تقضي يومها بين المطبخ وإعداد الطعام وتنظيف الشقة وغسيل الملابس والمذاكرة للاولاد وتفاجأ بنطاعة الزوج الذي يقتلها بعبارة بلهاء « انتي بتعملي ايه طول النهار؟!
أذكر مربيا فاضلا تخرج على يديه مئات الطلاب أصبح معظمهم يشغلون وظائف مرموقة ومناصب هامة.
يروي لي المربي الفاضل الذي خرج على المعاش من شهور قليلة ان ابنته عادت من كليتها ذات يوم وهي تبكي بحرقة بعد أن تعرضت للتحرش من شاب بلطجي في الشارع.
ويقول المربي الفاضل : انتفض الدم في عروقي واصطحبت ابنتي الى قسم الشرطة .. وطوال الطريق كنت اتحدث بحماسة عن رئيس المباحث الذي كان أحد تلاميذي وأكدت لها انه سيقيم الدنيا ولن يقعدها من أجل استاذه ومعلمه.
وبمجرد وصولي القسم توجهت مباشرة الى مكتبه واثق الخطى مثل الطاووس وهناك كانت الصدمة التي زلزلت كياني وعصفت بكبريائي عندما قابلني تلميذي بفتور غريب وتعامل معي بلامبالاة غريبة أحرجتني امام ابنتي وأرسلني الى امين شرطة لتحرير محضر ، وتمنيت ساعتها ان تنشق الارض وتبتلعني .. وشعرت بغصة في حلقي تكاد تزهق روحي .. هل كان عملي وجهدي طوال هذه السنوات هباءا تذروه الرياح هل كنت أبني قصورا من الرمال وكنت أظن انني ابني عقول البشر وامتلك قلوبهم وعرفانهم بفضلي.
شعور الخذلان قاسي وعنيف على نفس وقلب من يتعرض له لأن الضربة تأتي هنا من آخر شخص يتوقع منه الغدر أو الجحود.
الامر أشبه بمن يزرع في ارض صخرية لا تنبت ثمرا ولا يرجى خير منها.
لا تخذلوا شخصا تعب من أجلكم ذات يوم وضحى براحته في سبيل راحتكم ، فليس هناك أنبل من الاعتراف بالجميل ومقابلة الاحسان بالاحسان .. هنا يعتدل الميزان وتصفو الحياة بالوفاء والعرفان.