«خصائص العربية في الدراسات اللغوية» كتاب جديد للدكتور عزت لبنه

الدكتور عزت لبنه
الدكتور عزت لبنه

صدر للناقد الدكتور عزت لبنه، كتابه الجديد تحت بعنوان: (خصائص العربية في الدراسات اللغوية: الرؤية والتحليل) يتناول من خلاله الكاتب خصائص العربية التي اختصت بها عن سائر اللغات الأخرى.

ويوضح الدكتور عزت لبنه أن الدراسة أكدت تميز اللغة العربية بخصائص: الجمال، والشاعرية، والعبقرية، والشجاعة، والبسالة، والسماحة، والحيوية، والعلمية، والعالمية - مجتمعة؛ فاستحقت - عن جدارة - أن تكون سيدة اللغات؛ إن لم تكن أم اللغات وأصلها كما يرى كثير من الباحثين واللغويين، بل إن الهُيَامُ بهذه اللغة وصل إلى القول بأنها لغة ربانية من وضع خالق اللغات " تعلمها آدم من ربه في الجنة"، وليست كبقية اللغات من وضع البشر. ولذلك اصطفاها رب اللغات كي ينزل بها كتابه المعجز.

اقرأ أيضا: دراسة أكاديمية: القيم البلاغية فى تفسير النَّسَفِى

وأضاف لبنه أن العربية بين اللغات تشبه جوهرة ثمينة وسط مجموعة من فصوص الأحجار الكريمة؛ ولذلك حصر خصائص اللغة العربية التي وردت في عناوين الكتب، وتصنيفها، وتقديم ما تضمنته هذه الكتب - في مجملها - في صور متعددة متنوعة، وذلك بتحليلها وعرضها وتلخيصها مع المحافظة على هيكلها التنظيمي المنهجي، أو بإعادة تقسيهما على أسس مغايرة لأسس مؤلفيها ، أو بتقييمها في ظل عنواناتها ومناهجها التي ارتضاها مؤلفوها، أو تقييم ماورد فيها من أفكار، في ظل المعايير العلمية واللغوية، أو تفسيرها والتعليق عليها بما يشبه تعليقات المحققين للتراث، بحسب ما يتطلب كل كتاب منها، أو كل موضع من الكتاب الواحد ، مع المحافظة -  في كل حالة من هذه الحالات - على وجهة نظر مؤلفيها.

 

 ولفت لبنه إلى أن الدراسة - طبقًا لهذا المنهج - جمعت كل صفات العربية التي اختصت بها، في نسيج متماسك يؤلف بينها جميعًا؛ وهي تعد عصارة لعشرات الكتب التي تحدثت عن خصائص العربية، وجمعها في مؤلف واحد.

وقد اقتضى تصنيف خصائص العربية أن تقسم هذه الدراسة إلى فصول ستة، يسبقها مقدمة وتمهيد، ويمثل كلَّ فصل منها خصيصتان من خصائص العربية، تربطهما صلة معنوية أو قرابة دلالية؛ فجاء كل فصل في مبحثين ينفرد كل مبحث منهما بخصيصة واحدة من خصائص العربية، وختمت هذه الدراسة بملحق بها، يجمع كثيرًا من أقوال العرب والمستشرقين التي تعكس آراءهم في اللغة العربية.

جاء الفصـــــل الأول عن: اختصاص العربية بالأمومة والأصليَّة، وهو يقوم على دراسة الكتب التي وسمت العربية بأنها أم اللغات أو أصلها من خلال مبحثين، أولهما لخصيصة الأمومة، والآخر لخصيصة الأصلية، ومثل ذلك يقال في بقية الفصول:  فالفصــــل الثاني : قام على دراسة الكتب التي اختصت العربية بالبسالة والشجاعة، من خلال مبحثين، أحدهما لخصيصة البسالة، والآخر: لخصيصة الشجاعة، وكذا الفصــل الثالث الذي يقوم على دراسة : اختصاص العربية بالجمال والشاعريَّة، والفصــل الرابـع: الذي ينهض بدراسة اختصاص العربية بالسماحة والحيويَّة، والفصل الخامس: اختصاص العربية بالسيادة والعبقرية، والفصل السادس: اختصاص العربية بالعلِمِيَّة والعَالميَّة، ثم يأتي أخيرًا ملحق بعنوان: (قالوا عن العربية) يتضمن شهادات للعرب والغرب والمستشرقين بتفوق هذه اللغة عن غيرها من اللغات. 

فالكتاب يعدُّ (صرخةً مدويَّةً) في سبيل الحفاظ على هذه اللغة الشريفة، لأن الحفاظ على لغة بهذه القيمة يقتضي حصر خصائصها؛ تأكيدًا لجمالها، ودفاعًا عن شرفها، وتصحيحًا لما يلفقه لها الحاقدون عليها في الداخل والخارج من تهم هي بريئة منها، وليس ذلك تعصُّبًا لها، بل استنادًا إلى البرهان والدليل.

فهذه الدراسة تستحق أن تشغل حيزًا في هذه المكتبة، لأنها تهم كل مثقف يهتم بالعربية وعلاقتها بالقرآن والدين والعولمة، أيًّا كانت جنسيته أو انتماؤه. فهي تهم: المعجميين، والمتخصصين في علوم العربية، والعرب، والمسلمين في أرجاء العالم، ودارسي اللغة العربية من الناطقين بغيرها، والمستشرقين، والرؤساء والزعماء والملوك، والعلماء في التخصصات العلمية والتكنولوجية بكافة أنواعها وصورها، والشعراء والكتاب والمثقفين، وكافة المهتمين بالعربية في شتى أرجاء العالم .