أخر الأخبار

تحورات الفيروسات جعلت الأعراض أكثر حدة

كورونا أم نوروفيروس؟!| أطباء يكشفون حقيقة «الدور اللي ماشي»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

ما بين رشح وسعال وارتفاع بدرجة الحرارة وآلام بالبطن، تكررت شكاوى المواطنين من الإصابة بأدوار برد شديدة، تبدأ بأعراض خفيفة تتفاقم تدريجيا وتنتهى بكحة تدوم طويلا، فضلا عن الانتكاس سريعا.. مما أثار المخاوف مع تنامى أخبار عالمية عن انتشار فيروس غامض فى الصين يسبب أعراضًا تنفسية شديدة بالإضافة للنوروفيروس فى الولايات المتحدة وبريطانيا.. كل ذلك جعل الجميع يتساءل: هل يشهد هذا الشتاء فيروسات جديدة تعيد جائحة كورونا للأذهان؟!.. «آخر ساعة» تجيب عن هذا التساؤل فى هذا التحقيق.

الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، يؤكد أنه خلال الـ 4 سنوات الماضية كانت معدلات الإصابة بالفيروسات التنفسية التى ترتفع فى مثل هذا الوقت من العام ثابتة على مستوى الجمهورية، وهذه الفيروسات تصيب الجهاز التنفسى وهى مجموعة فيروسات الأنف، الإنفلونزا، الفيروس المخلوى التنفسى، فيروس كورونا المستجد، فيروس نظير الإنفلونزا، الفيروس الغدى، فيروس ابتشاين بار، وجميعها فيروسات تنفسية تتشارك فى نفس الأعراض وهى: العطس، الحمى الخفيفة، الصداع، التهاب الحلق، آلام العضلات، انخفاض الشهية، ونصح الجميع بأخذ لقاحات الإنفلونزا لحمايتهم من الفيروسات المنتشرة وتعزيز المناعة والوقاية من العدوى.

◄ اقرأ أيضًا | 5 أنواع من العدوى يمكن التقاطها من مقعد المرحاض

◄ لا داعي للقلق
من جانبه، يشير الدكتور ماهر الجارحى، نائب مدير مستشفى حميات إمبابة، إلى أنه لا داعى للقلق من العدوى الفيروسية المتكررة المعتاد انتشارها خلال فصلى الخريف والشتاء، لافتًا إلى أن ما يحدث من تغيّرات مناخية وحروب تتسبب فى زيادة نسبة الغازات الضارة فى الغلاف الجوى مثل ثانى أكسيد الكربون والنيتروجين مما يشكل عواقب ضارة على صحة الإنسان وزيادة تحورات الفيروسات وتغير نشاطها سنويا، مما جعلها تتسبب فى حدة الأعراض المتمثلة فى زيادة ارتفاع درجة حرارة الجسم لتصل إلى 40 و41 درجة، مع وجود رشح وسعال وصداع وإفرازات أنف والتهاب الحلق وتنتهى بنزلات شعبية أو رئوية.

ويجب العلم بأن النزلات الشعبية لا تشكل أى خطورة على الصحة ويتم الشفاء منها فى غضون 7 إلى 10 أيام مع تناول السوائل الدافئة والراحة، أما الرئوية فهى أشد خطورة خاصة على الأطفال الأقل من عامين وكبار السن فوق الـ60 عامًا، وذلك بسبب ضعف المناعة لدى هاتين الفئتين، مما يجعل الفيروس لديه القدرة على التحكم بهم بشكل أقوى وقد يؤدى إلى عواقب غير مرغوب فيها.

وينصح المواطنين فى هذا الوقت من العام بعدم تخفيف الملابس لتجنب التعرض لاختلاف درجة حرارة الجسم التى تؤدى لنشاط فيروسى حاد، مع شرب العديد من السوائل الدافئة الكثيرة وعدم الاعتماد على الصيدليات لوصف أدوية مختلطة لعلاج نزلات البرد، لأنها قد تكون جيدة لفئات وضارة جدا لفئات أخرى، حيث أنها تؤثر على ضغط الدم والسكر وبالتالى يجب عدم   تناولها إلا بعد استشارة الطبيب خاصة إذا كانت الحالة مستعصية.

◄ النوروفيروس
فيما يتحدث الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، عن إصابة البعض ببرد المعدة الذى يسبب الإسهال والقىء وبعض الآلام، مما أثار شكوكًا حول انتشار فيروس جديد وهو النوروفيروس بعد الحديث عن ظهوره فى عدد من دول العالم، خاصة أن أعراضه مشابهة، ويؤكد الحداد أن مصر لم تشهد أى حالات إصابة بالنوروفيروس، وأنه فيروس بسيط ينتشر فى الخريف والشتاء ويسبب الإصابة بالنزلات المعوية، حيث يبدأ فى شكل أعراض نزلات البرد ثم يسبب الإسهال والقىء الشديد مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتنتقل العدوى من خلال تناول طعام وشراب ملوثين أو من خلال لمس أسطح ملوثة، لذا فإن غسل اليدين باستمرار هو أفضل وسيلة للوقاية منه، مؤكدا أن نسب الشفاء جيدة بدرجة كبيرة ونسب الوفاة لا تذكر، كما أنه لا يعد سريع الانتشار ولا تحدد له درجة وبائية إطلاقا.

ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن عدوى النوروفيروس التى يشار إليها أحيانا باسم «إنفلونزا المعدة»، لا علاقة لها بالإنفلونزا التى يسببها فيروس الإنفلونزا، لكنه فيروس يسبب التهاب المعدة والأمعاء، ويتعافى معظم الأشخاص الأصحاء خلال بضعة أيام ولكن بالنسبة لمن يعانون ضعفا بجهاز المناعة يمكن أن تستمر أعراضهم لفترة أطول من ذلك، ولعل الجفاف هو أكثر مصادر القلق خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن وأولئك الذين يعانون مشكلات صحية أخرى أو الحوامل، ويمكن أن تشمل هذه الأعراض انخفاض التبول وجفاف الحلق والفم والشعور بالدوار عند الوقوف، والحل هو تزويد الجسم بالسوائل لتحقيق الشفاء سريعا.