لا وقت للبكاء على «اللبن المسكوب»| الأهلى يكافح الإحباط من أجل برونزية العالم

الأهلى أغلق ملف نصف النهائى.. وبدأ رحلة البحث عن البرونزية
الأهلى أغلق ملف نصف النهائى.. وبدأ رحلة البحث عن البرونزية

بروح تحمل بين طياتها الحزن والإحباط ، وفى ذات الوقت بكل جدية وقوة وعدم استسلام أغلق الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى ملف مباراة فلومينينسى البرازيلى بطل أمريكا الجنوبية التى خسرها الفريق أول أمس فى نصف نهائى كأس العالم للأندية المقامة حالياً بالمملكة العربية السعودية بهدفين وضياع فرصة الحلم للتأهل لنهائى المونديال..

الحزن جاء لأن الفريق كان بإمكانه أن يحقق ذلك وشعر الجميع أن المارد الأحمر قادر على الفوز بعد الأداء الجيد الذى قدمه اللاعبون وخاصة فى الشوط الأول من اللقاء وإضاعة العديد من الفرص المحققة أمام المرمى.

 ولكن كما هى العادة داخل الأهلى لا مجال ولا وقت «للبكاء على اللبن المسكوب» حيث بدأ الفريق أمس تدريباته بكل قوة وحماس استعداداً للمباراة المقبلة بعد غد الجمعة فى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع فى البطولة واللعب على الميدالية البرونزية والتى مادام الأهلى فشل فى الصعود للنهائى فالآن بات الهدف العودة لمصر وهو يحمل ميدالية برونزية جديدة تضاف لسجله التاريخى فى المونديال.

وكان الفريق قد استأنف أمس تدريباته فى جدة استعدادًا للمباراة المقبلة لتحديد الفريق الفائز بالمركز الثالث وخاض الفريق مرانه على ملعب التدريب رقم 3 بمدينة الملك عبدالله الرياضية. 

ومن جانبه عقد مارسيل كولر، المدير الفنى للفريق، محاضرة فنية للاعبى الأهلى استعدادًا للمباراة المقبلة.. وخلالها طالب اللاعبين بضرورة غلق ملف لقاء بطل البرازيل والتركيز على إنهاء البطولة بأفضل شكل ممكن والحصول على البرونزية المونديالية لتكون تتويجاً للمجهود الكبير للفريق الذى لاقى احترام الجميع.

ومن المنتظر أن يواصل الفريق اليوم استعداداته للمباراة والإطلاع ومراجعة مباراة مانشستر سيتى الإنجليزى بطل أوروبا و أوراوا ريد دياموندز اليابانى بطل آسيا التى أقيمت أمس فى نصف نهائى البطولة وذلك للتعرف أكثر على الخصم وعلى طريقة لعبه وأسلوبه الفنى وذلك استعداداً لوضع خطة المباراة التى يسعى الأهلى من خلالها أولاً مواصلة الظهور بأدائه المشرف فى المونديال وثانياً أملاً فى تحقيق الفوز و الظفر بالميدالية البرونزية.

ومن داخل كواليس الفريق بجدة فقد أكد أحد المصادر المقربة أن كولر يشعر ببعض الإحباط بسبب أزمة ضياع الفرص التى تواجه الفريق والتى تحدث عنها مراراً وتكراراً من قبل، والتى بلا شك كانت سبباً فى ضياع حلم التأهل للنهائى المونديالى.. ولكن أشار المصدر أن ذلك لم يؤثر على علاقة كولر مع لاعبيه ولم يحملهم مسئولية الخسارة ولكنه طالب فى ذات الوقت وخاصة من اللاعبين الهجومية بنفس الطلب الدائم له ألا وهو التركيز أكثر فى إنهاء الهجمات.. حيث قال لهم كولر إن تلك المواجهات الكبرى الفوز أو الخسارة فيها يتوقف على تفاصيل صغيرة والفرص فيها لابد من استغلالها.

ويعد هذا الكلام ليس سرياً حيث ألمح له كولر خلال حديثه فى المؤتمر الصحفى لمباراة فلومينينسى حيث أعرب عن أسفه لخسارة الأهلى واستمرار ظاهرة إهدار الفرص، بقوله: «للأسف كان لدينا الكثير من الفرص، وأيضا فى الدوري، هذا الحال فى الموسم إجمالاً، الأمر يتطلب  تركيزاً أكبر من قبل اللاعبين بالإضافة لبعض الجوانب التقنية».

وأوضح: «لعب مباراة كل يومين لا يساعد على استعادة اللياقة البدنية، وذلك يصعب عملية التركيز وإنهاء الفرص عند اللاعبين».

وأضاف: «كأس العالم للأندية نفسه ليس هو الإشكالية، ولكن الأندية تنافس فى الدوريات والكئوس المختلفة، هناك الكثير من المنافسات، وأيضا لدينا بعض اللاعبين الذين يلعبون مع المنتخبات، وهذا ضغط إضافي، وبالتالى نحتاج إلى كادر إضافى ودعم إضافي، وكذلك نضطر للتبديل دائما حتى نحافظ على اللاعبين من الإصابات، الفكرة جيدة (كأس العالم للأندية بشكله الجديد) ولكن يجب أن نفكر فى اللاعبين لأنهم هم الذين سينزلون الملعب ويخوضون المباريات، ولا أعتقد أن كثرة السفر ولعب مباراة كل يومين أمر جيد، لأنه سينال التعب من اللاعبين ولياقتهم البدنية».

وأشار كولر : «كوكا كان مصاباً بوعكة بعد المباراة الأولى، وكانت هناك مخاطرة كبيرة بإشراكه، وقررت ألا أشركه حتى لا يصاب إصابة جسيمة، ولعبت بأكرم توفيق فى خط الوسط، لأننا أردنا الدفاع بشكل أفضل وهو قدم مستوى مميزا وأدى المطلوب منه».

وتابع: «عندما نتأخر بهدف أو اثنين يجب أن نجرى عدداً من التغييرات حتى نواجه هذا الفريق الماهر جداً، وبعد استقبال الهدف الأول حاولنا تغيير بعض اللاعبين، وكانت لنا فرصة رأسية، لكن للأسف لم نستطع التسجيل».

وأثار أحد الصحفيين بسؤاله حول تأخر تبديلات النادى الأهلي، انفعال مارسيل كولر، الذى رد قائلا: «بالطبع لا يجب أن نغير اللاعبين اعتباطا فى وقت مبكر، هذا السؤال المكرر دائما، الصحفى لا يعرف اللاعبين ولكننى الذى أعرفهم، وأعرف كيف يلعبون، أنا سئمت من هذا السؤال، أنا المسئول عن ذلك لاتخاذ قرار بإجراء تغيير فى الوقت المناسب».

وعلى جانب آخر أشاد فيليبى ميلو، أسطورة الدفاع البرازيلى ونجم فريق فلومينينسى البرازيلى بالنادى الأهلي، وقال : «الأهلى فريق جيد جدًا صراحة، وأنا لعبت أمامهم قبل سنوات وخسرنا» (عندما كان يلعب فى فريق بالميراس البرازيلى وخسر بركلات الترجيح أمام المارد الأحمر فى مباراة تحديد المركز الثالث بكأس العالم للأندية 2021).

وأضاف: «فلومينينسى فريق قوي، نحن نحترم الخصم، سمعت قبل المباراة أن البعض يتحدث عنا وأننا كبرنا وشيوخ ولكننا حققنا الفوز».

كما أشاد جون أرياس، لاعب نادى فلومينينسى البرازيلي، بالأهلي، وقال : «واجهنا خصمًا صعبًا للغاية.. الأهلى يملك لاعبين كبار على أعلى مستوى، ولديهم الخبرة والقوة، كما كانت لديهم ثقة كبيرة بعد تفوقهم على الاتحاد».

وأضاف اللاعب الكولومبى الذى سجل هدف فلومينينسى الأول، فى مرمى الأهلى : «توقعنا خصمًا قويًا وهذا ما وجدناه بالفعل، لذا كنا نعرف أنه يتوجب علينا تقديم أفضل نسخة ممكنة من أجل الفوز.. والمباراة كانت صعبة جدًا منذ الدقيقة الأولى حتى الأخيرة».