بدون تردد

الانتخابات.. والرسالة

محمد بركات
محمد بركات


غدا.. ننتظر جميعًا إعلان النتائج النهائية التى أسفرت عنها الانتخابات الرئاسية، التى جرت الأسبوع الماضى بمشاركة واسعة من جموع الشعب، فى مشهد انتخابى رائع وغير مسبوق جرت وقائعه على مرأى ومسمع من آذان وعيون المنطقة كلها والعالم أجمع.


والوقائع التى جرت تؤكد أننا جميعًا، أنت وأنا ومعنا الملايين من أبناء هذا الشعب العظيم، قد أدينا واجبنا الوطنى ووفينا بالأمانة ومارسنا حقنا الدستورى وأدلينا بصوتنا لمن نراه الأكثر جدارة واستحقاقًا للمنصب الرفيع فى رئاسة الجمهورية.


أنت وأنا ومعنا الملايين اخترنا الرئيس، الذى نثق فى أنه الأكثر قدرة على تحمل الأعباء الجسام لهذا الوطن العزيز علينا جميعًا.
وأعرف أنك وأنت تختار الرئيس كنت مثلى تمامًا ومثل كل المصريين، تضع فى اعتبارك أن هذا الاختيار هو تكليف وتشريف فى ذات الوقت،...، هو تكليف بأمانة المسئولية العظيمة التى تنوء بحملها الجبال، وتحتاج إلى همم الرجال الأشداء من أولى العزم كى يقدروا على تحملها.
أما التشريف فهو وضع الأمانة، التى هى حكم مصر وتولى قيادتها على كاهل من نظن ونثق أنه أهل لها، وهذا الظن وتلك الثقة هما أساس التشريف ومنبعه.


وأعرف أيضًا أنك مثلى تمامًا ومثل كل الذين أدلوا بأصواتهم، حددت رأيك واختيارك بحرية تامة ودون تدخل من أحد، ودون رقابة سوى رقابة الضمير ومراعاة المولى عز وجل وصالح هذا الوطن، الذى ننتمى إليه جميعًا ونسعى لخيره وسلامه وأمنه وأمانه.
وأعرف أنك كنت تدرك وأنت تفعل ذلك أن مصر تعيش لحظة فارقة من تاريخها المعاصر، تراهن فيها على المستقبل وسط ظروف بالغة الدقة والحساسية فى ظل توترات وقلاقل وأخطار تحيط بالمنطقة كلها والوطن المصرى بالذات،...، وهو ما يتطلب بالضرورة قائدًا كفؤًا، قادرًا بإذن الله على تحمل المسئولية الجسيمة فى قيادة سفينة الوطن، والإبحار بها بشجاعة وحكمة وسلام وسط العواصف والأنواء التى تحيط بنا وبالمنطقة من كل جانب.
وأحسب أن المنطقة والعالم قد تلقوا رسالة مصر  التى كانت بالغة الوضوح والقوة خلال المشهد الانتخابى غير المسبوق، وقد أدركوا أن مصر قد صح عزمها واتخذت قرارها على مواصلة السير بإصرار على طريق التنمية الشاملة، لتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقوية، القائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون وحقوق الإنسان.
وأنها قد أجمعت على اختيار قائدها الكفء لمواصلة المسيرة وتحقيق الهدف، وأنها تقف معه بصلابة فى مواجهة كل التحديات والمؤامرات الساعية للنيل من تراب مصر أو المساس بأرضها وسيادتها،