عاجل

الخسائر العسكرية «تهز» إسرائيل وسط تصاعد الخلافات مع واشنطن

بنيامين نتنياهو وجو بايدن
بنيامين نتنياهو وجو بايدن

تواجه إسرائيل ضغوطًا تتزايد يومًا بعد يوم مع استمرار الاشتباكات في قطاع غزة وتوغل القوات الإسرائيلية في عمق القطاع، مما أسفر عن وقوع خسائر جسيمة في صفوف الجيش الإسرائيلي، في وقت تتصاعد فيه الخلافات مع واشنطن بشأن الجدول الزمني لانتهاء العمليات البرية والجوية في غزة.

وتسعى أمريكا إلى تقليص هذه الفترة بينما يظل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملتزمًا بالخيار العسكري حتى القضاء على حركة حماس رغم جميع الخسائر التي تتكبدها إسرائيل.


بايدن: إسرائيل تفقد دعم المجتمع الدولي

ومع تواصل الاحتلال في تنفيذ عملياته الحربية والتوغل الإسرائيلي في غزة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن عن أن إدارته ملتزمة بمواصلة دعم إسرائيل، مع ضرورة أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بتغيير حكومته المتشددة نظرًا لتزايد فقدان إسرائيل لدعم المجتمع الدولي بسبب التدهور المستمر للأوضاع المأساوية في غزة.

ومن خلال تصريحات الرئيس الأمريكي، يطالب بايدن بضرورة أن تكون إسرائيل واضحة في دعم حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين)، مشيرًا إلى أن ذلك يمكن أن يحقق تسوية سياسية للصراع الطويل.


خسائر إسرائيل العسكرية

وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أول أمس الخميس، بيانًا يقر فيه بارتفاع عدد القتلى والجرحى في صفوفه، حيث بلغ عدد القتلى نحو 116 والجرحى 648 تقريبًا، وذلك منذ بداية الحملة البرية العسكرية على قطاع غزة، ويتزايد العدد الإجمالي للقتلى وفقًا للمعلومات الرسمية المنشورة على موقع الجيش الإسرائيلي إلى 445 عسكريًا منذ 7 أكتوبر الماضي، بما في ذلك نحو 119 ضابطًا.

وعلى الجبهة الأخرى في قطاع غزة، تتسارع الأحداث بشكل مأساوي، حيث يشهد القطاع اشتباكات عنيفة في شماله وجنوبه، ويأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة.

وفي ذات السياق، أدلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتصريح يدين القصف "العشوائي" على المدنيين، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يؤثر سلبًا على الدعم الدولي لإسرائيل.

وأعلنت إسرائيل عن تكبدها لأكبر خسائر خلال أكثر من شهر، إثر نصب كمين في أعقاب معركة حي الشجاعية يوم الثلاثاء الماضي، التي كانت أشد الاشتباكات على الجيش الإسرائيلي، حيث نجحت كتائب القسام في نصب كمين مُحكم أسفر عن مقتل 9 جنود إسرائيليين، بينهم قائد فرقة، وإصابة آخرين بجروح.

وحيال ذلك، قال قائد لواء جولاني، العقيد يائير بلاي، أحد ألوية "النخبة" في الجيش الإسرائيلي، إنهم "تلقوا ضربة مؤلمة" في حي الشجاعية، شمالي غزة، جراء كمين حماس. 

وفي ظل هذه الضغوط والتحديات العسكرية التي تواجهها إسرائيل، يظل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متمسكًا بالخيار العسكري، مؤكدًا أن "بلاده ستواصل الحرب على حماس حتى النصر المبين".


صحيفة إسرائيلية: الانتظار في إعادة الأسرى قد يودي لنتيجة «مأساوية»

وأكد تقرير صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، على أن إعادة الأسرى تظل قضية إنسانية حية، حيث يستبعد الأمنيون أن يؤدي أي ضغط عسكري إلى إعادتهم. 

ويشير التقرير، إلى أن حياة الجنود والمدنيين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس تحمل أهمية كبيرة، كما أن هناك أهمية على العمل السريع لإعادة الأسرى، مع التحذير من أن الانتظار قد يؤدي إلى نتائج مأساوية لا يمكن تصحيحها في المستقبل.


انقسام آراء المجتمع الإسرائيلي

ومع اشتداد القتال في غزة وتزايد الخسائر العسكرية لدى الجيش الإسرائيلي، تتسع الفجوة داخل إسرائيل حول استراتيجية حرب غزة، وعلت  أصوات المجتمع الإسرائيلي حول التوجه إما للاستمرار في القتال بشكل مكثف للقضاء على حماس أو التوجه نحو وقف النار والسعي لصفقة تشمل إعادة جميع الأسرى.

أما معظم الجمهور الإسرائيلي فقد أظهر تأييده لأهالي الأسرى، بينما تسعى القيادة العسكرية والسياسية، بدعم من مجموعة واسعة من الأمنيين والعسكريين السابقين، إلى إقناع الجمهور بأن تكثيف القصف على غزة ومواقع قيادة "حماس" يشكل ضغطًا فعالًا يجعل الحركة ترضخ لقبول التفاوض للوصول إلى صفقة أسرى.


«نتنياهو» يوجّه رسالة تضامنية لعائلات الجنود القتلى

وردًا على عاصفة النقاش مع أهالي الأسرى، عقد كبار المسئولين في إسرائيل مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا أكدوا فيه على أهمية متابعة الحرب واستمرارها، مشيرين إلى أن الحرب قد تمتد إلى شهور، وأن قضية الأسرى ليست أقل أهمية من قضية القضاء على "حماس"، وأشاروا إلى أن تكثيف الضغط سيدفع "حماس" للطلب من جديد إلى وقف النار والتوصل إلى صفقة أسرى على حد تعبيرهم.

وأعرب نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جلانت وعضو "الكابينت" بيني جانتس، عن تفاؤلهم بالتقدم في الحرب، مؤكدين ضرورة استعادة الأمن لإسرائيل وسكانها، فضلًا عن أهمية إعادة الأسرى، مشيرين إلى نجاح إسرائيل في استعادة عدد من الأسرى من خلال صفقة التبادل.

وقدّم نتنياهو رسالة تحفيزية لعائلات الجنود القتلى، مؤكدًا التضامن معهم وتأكيد القتال المشترك، قائلًا: إننا نحارب معًا، وسنحسم الأمر ونقضي على حماس وسنستعيد بقية الأسرى".