« فراشات البهاء» قصة قصيرة للكاتب سيف المرواني

الأديب سيف المرواني
الأديب سيف المرواني

تتهادى في صمت، تبعثر هموما كانت تستوطن لحظاتها، وتفر من حصار أودعها سجن النسيان، تجوب الواحات بحثا عن أمل تغرد فيه مشاعرها، والتي اكتساها الحرمان، فقدت أبيها وهي طفلة  تراقص فراشات البهاء، أمها امرأة أتعبها الزمن، وأحاط دقائقها الانكسار، تود الفرار من الحقيقة المؤلمة، وكل ساعات الرحيل.

رحلتها في التعليم توقفت عند حدود المرحلة المتوسطة، ألح عمها عليها كثيرا بأن تتزوج، بعد رحيل أمها بفترة قريبة، فاستسلمت لرغبات عمها، وزجها بأحد أصدقائه، ولكن لحظات البهجة  تتلاشى سريعا، فقد كان يعاملها بقسوة متناهية، ويهينها دائما، وهي صابرة ومحتسبة، حتى فاض كيلها، وطلبت الطلاق.

 

وبعد محاولات عدة رضخ لرغبتها، فحملت لقب مطلقة، هامت في مساحات معتمة طوقت الدقائق، وحصار مضني، حتى اللقمة أحيانا لا تجدها، عاشت وضعا مأسويا، ولكن بريق الأمل يرفرف في لحظاتها.

 

واخيرا وجدت عمل بمشغل، ففتح الله عليها، حيث أصبحت لها شهرة واسعة، وكل النساء تبحث عنها بالذات نظرا لبراعتها، وفاقت شهرتها المدينة، ففتحت صالون خاص بها، وأصبحت تبحث عن كل من تعاني، لتشغلها عندها، فحلق الأنس كل المسارات، وانتشت مجددا،وعاد الاخضرار للأرض، بعد أن أجذبت سنينا طويلة.