أهالى غزة: نثق فى جهود مصر لوقف إطلاق النار

مصابة فلسطينية تتلقى العلاج فى مستشفى العريش
مصابة فلسطينية تتلقى العلاج فى مستشفى العريش

تواصل «الأخبار» لقاءاتها مع العالقين فى الأراضى المصرية انتظارًا لدخول قطاع غزة عن طريق معبر رفح البرى، وذلك لوصف ما يدور من أحداث فى مناطق القطاع.

وتقول عبير الجمال، ناشطة فلسطينية، تمكنت من الدخول إلى قطاع غزة، والسيدات فى خان يونس يواجهن مواقف صعبة وحزينة، وهناك سيدة استشهد نجلها وأصيب آخر، بينما نجت هى وابنتها 9 سنوات من عمليات القصف التى طالت منزلهم، ولم تجد سوى عربة كارو لنقل نجليها الجريح والشهيد معًا، فى سباق مع الريح للوصول إلى المستشفى، لقيام الأطباء بتقديم الإسعافات الأولية لابنها الجريح وتلقى الرعاية الطبية المناسبة.

أما السيدة أم دلال، فقد أجهشت بالبكاء على فراق زوجها، الذى استشهد فى عمليات القصف التى دمرت منزلهم فى مخيم بيت يبنه جنوب رفح، وتركها وحيدة، قائلة وهى تصرخ: «من يعوضنى عن فقدان أعز الناس إلى قلبى، إلى من ألجأ بعد وفاته» .

وأضافت، أن  مئات الأمهات مثلها فقدن أزواجهن وأبناءهن ويعشن فى حسرة على حالهن بعد فقدان المنزل وزوال العمل، بعد ضياع الأمان ويحتسبن شهداءهن عند الله فداء لتراب أرض فلسطين. 

وأضافت أن أطفالاً تسيل منهم الدماء عقب عمليات القصف فى خان يونس على مدى يومين، وآخرين تحولت أجسامهم إلى أشلاء فى مشهد يبكى الحجر وتنفطر له القلوب.  

وقال أبو خميس، من حى الشجاعية، إن المنطقة شهدت اشتباكات عنيفة، حيث أطلق الجنود النار على كل من كان يمشى فى الشوارع، فهم يحاولون أن ينتقموا من المدنيين حتى من كان يحتمى فى المستشفى وكذلك المدرسة التابعة للأونروا.

وتابع: «نريد تحرك الدول وضغوط المنظمات على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار ونهاية الحرب والعودة بالشعور بالأمان، والأمل معقود على مصر أن تحقق تقدماً جديداً فى ضغطها على إسرائيل مع باقى الأطراف بقيادة الرئيس السيسى».

ويبكى أبو مدكور مقهوراً، قلبه مفجوعاً على أولاده الذين راحوا فى غمضة عين، بسبب  قصف منزله فى حى الشجاعية شمال غزة، كما أصيب آخرون، وتم نقلهم إلى المستشفى للعلاج، يصرخ فى أروقة المستشفى على فقدان أولاده الذين كانوا سنداً له فى حياته، ويقول: «نحن نعيش مأساة كبيرة يصعب وصفها، إسرائيل تقتل بدون رحمة ولا إنسانية، يشاهدون عشرات الأطفال تموت تحت الأنقاض وفى الملاجئ».

وينقل رامى رمانة صحفى من غزة، ما يحدث على الأرض من جرائم، وقال إنها حرب إبادة وليست حرباً عادية للدفاع عن النفس، وما يحدث على الأرض يمثل تطهيرًا عرقيًا والقتل الجماعى لإبادة الفلسطينيين، حيث خلفت عمليات القصف الدمار فى المنازل والأرواح والممتلكات.

وأضاف أن إسرائيل تهدف إلى إرضاء غرورها، فهى تسعى إلى قتل جيل كامل من الأطفال لتعيش سنوات عديدة بدون تهديد فى المستقبل، ونحن المدنيون ندفع الثمن.

وأشار الى أن إسرائيل تحاول أن تكسر إرادة المواطن وطموحه، ولكن لن يتخلى الشعب الفلسطينى عن أرضه مهما طال الدهر، بل إن الجرائم البشعة التى ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين ستكون دافعاً قوياً للصمود والتمسك بالأرض.

وأكد أنه يجب وقف العنف والانتهاكات الإسرائيلية وأن يتحرك المجتمع الدولى فورًا خلال هذه الفترة لوقف المجازر التى ارتكبتها إسرائيل، فالكل فى قطاع غزة ينتظر جهود مصر من أجل وقف إطلاق النار وعودة السكان إلى بيوتهم والحفاظ على حقوقهم المشروعة.