نقطة فوق حرف ساخن

التصويت لمصر

عمرو الخياط
عمرو الخياط

الانتخابات الرئاسية التى جرت على مدار الأيام الثلاثة الأسبوع الماضى لم تكن إلا جولة جديدة من ٣٠ يونيو الثورة الأعظم فى تاريخ هذا الوطن..

فلم يكن التصويت فعلاً سياسياً بقدر ما كان استمراراً وتجديداً لفعل عظيم تم فى ٣٠ يونيو لأجل صناعة المستقبل وتأكيداً على توحد الصف حينما يحتاج الوطن إلى أبنائه فى اللحظات التاريخية.

المصريون الذين دائما وأبداً يصنعون التاريخ.. عادوا على مدار أيام ثلاث ليبهروا العالم.. إنهم أبناء هذا الوطن العظيم مصر.. الدولة عابرة القارات.. التى حباها الله بذكره لها بأكثر من موضع فى القرآن الكريم.

أدرك الشعب أن التصويت فى هذه الانتخابات لم يصبح ممارسة شخصية.. وإنما أصبح فرضاً وطنياً.. وأن صوته ما هو إلا رصيد فى صندوق الوطن.. لتتحول أيام الانتخابات من مجرد عملية سياسية إلى عملية وطنية من أجل تأكيد شرعية الثورة العظيمة ٣٠ يونيو التى خرج فيها أبناء هذا الشعب كأضخم حركة تاريخية لإنقاذ الدولة المصرية.. وتأكيداً على أن مصر تحكمها إرادة المصريين فقط.

لم يكن الخروج المذهل لأبناء مصر من مختلف الأطياف والأعمار لتأييد مرشح رئاسى بعينه.. وإنما كان تأكيداً على تلبية نداء التوحد خلف الوطن.

الشعب الذى يقف على أعتاب الجمهورية الجديدة التى بناها بصبره وكفاحه وثقته فى قيادته.. خرجوا ليحموا ما بناه وحققه فى وجه من يحاول أو يفكر فى دمار وعدم استقرار هذا الوطن..

أو استقطاع جزء غالٍ من أرضه فى صفقة مهندسوها لا يخجلون من الحديث عنها علناً وكأنهم امتلكوا ناصية العالم يقررون ويأمرون وعلى الجميع الصمت والتنفيذ..

متناسين أن الشعب المصرى الذى حوَل الهزيمة إلى نصر مبين.. وخرج ليزيح احتلال الإخوان الإرهابى فى ٣٠ يوينو تلك الثورة التى أخرجت مخزون الوعى والغريزة والفطرة المصرية حينما استشعر المصريون الخطر على هوية وطنهم.

وفى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. كان خروجهم تأكيداً لعدم الاستكانة ليصطفوا فى طوابير امتدت من السابعة صباحاً وحتى منتصف الليل فى محيط بعض اللجان ليعلنوا للعالم أن مصر جغرافياً ليست مجرد دولة على الخريطة وإنما هى دولة شعبها لا يستهان به وحبه لوطنه مترسخ عبر السنين.

ما حدث فى الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضى هو بمثابة تعبير عن معدن الدولة المصرية وشعبها.. الدولة المصرية الممثلة فى الهيئة الوطنية للانتخابات التى نظمت عملية الاقتراع الأداء والتنظيم فى كافة اللجان وأعلنت كافة الحقائق على الهواء مباشرة من غرفة عملياتها.. والشعب الذى انتظم فى الصفوف دون أن يكون هناك من يحرك هذه الجموع الهادرة أمام الصناديق..

وإنما كان الخروج الهادر بحس وطنى فريد وأحزاب شاركت فى الحشد وهذا دورها وإعلام نقل الحدث صوتاً وصورة ولحظة بلحظة على الهواء أدحضت من أراد تشويه العملية الانتخابية.. أو تصيد الأخطاء أو التشكيك فى نتائجها.

إن الشعب المصرى الذى دائماً يفاجئ الجميع على المستويين المحلى والعالمى.. يستحق منا جميعاً الشكر لوطنيته وحُسن إدراكه.. وقوته فى التعبير عن إرادته.. فهو شعب صلب قادر على مواجهة التحديات.. وقت الشدة يتوحد خلف الوطن بكل انتماءاته.. والتاريخ شاهد على ذلك.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.