رؤية

متى تعود أخلاق الزمن الجميل؟

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- للأسف تغيرت الأخلاق فى مصر ولم تعد بأخلاق الزمن الجميل التى كان الاعتذار فيها مقبولا، اليوم لم يعد هناك اعتذار ولم تعد هناك أخلاق فى التعاملات بين البشر ولم يعد الجار صديقا لجاره وانعدمت الصداقات بين الجيران، نجد عمارة سكنية تضم 40 شقة وللأسف تجد هناك فجوة بين السكان، التباعد بينهم فى العلاقات أصبح هو السمة الشائعة بين السكان، الجار لا يعرف الجار الذى يجاوره بينما يفصلهما حائط حجرى أو حاجز خشبى سميك، فإذا حدثت مصيبة لأحدهما لا يسأل الآخر عن حجم المصيبة التى أصابته بينما كنا فى الزمن الجميل يتأثر الجار بجاره فإذا حدثت عنده حالة وفاة نجد البيت كله يرتدى ملابس الحداد مشاركة فى مشاعر الحزن التى تفرضها عليه.

- اليوم قد تحدث حالة وفاة عند أحد الجيران وللأسف لم نجد تغييرا على الجار سواء بالحزن أو المشاركة فى حين كانت المشاعر فى الماضى لا تتجزأ فترى الحزن يلحق بالجار ولو لمدة شهور تعبيرا عن مشاركة الجار للجار، وهنا أسأل هل تعود أخلاق الزمن الجميل التى تجفف آلامنا وتحرك مشاعرنا ونجد الجار يخفف عن جاره فى العزاء؟، على الأقل يطفئ مكبرات الصوت سواء كانت راديو أو تلفازا، شيء من هذا لم يحدث فى حين أن جيران الزمن الجميل كانوا يتأثرون بوفاة أحد الجيران فيرتدون ملابس الحداد عليه فترة ويمتنعون عن تشغيل الراديو أو التلفاز تعبيرا عن الحزن الذى أصابهم بوفاة جارهم، للأسف شيء من هذا لم يحدث فيظل الحزن وتظل المقاطعة كما هي.

- قد يأتى العيد ولا يطرق الجار باب جاره حتى يرسل له تهانيه بالعيد السعيد له ولأفراد أسرته مع أن الزمن الجميل كان الجيران يتبادلون أطباق الكعك بينهم وبين أولادهم، وكنا نرى الأطباق الطائرة وهى تتبادل بين الجيران، فالزمن الجميل للأسف اختفى وبقيت ملامح الجحود على صدر معظم الجيران. لذلك أقول خيركم هو ما ينفع جاره وقت الشدة فليس بالتهنئة يعود الزمن الجميل ولكن عودة الزمن الجميل تتوقف على تأصيل أخلاقنا يوم أن نمد أيدينا للبيوت المغلقة ونشد أصحابها لعمل الخير، والخير يأتى مع صناع الخير وللأسف صناعة الخير فى مصر اختفت وأصبح الجحود هو عنوان التعامل بيننا فى هذا الزمن، لذلك أقول على الجيران أن ينشروا الحب بينهم ويعمل كل جار على إسعاد جاره ومشاركته فى الفرح والحزن.