بينى وبينك

فنون محاربة العدو

زينب عفيفى
زينب عفيفى

 إذا كان الحل هو النوم والتعايش مع العدو فلابد من تعلم فنون محاربته..
 «النوم مع العدو» عنوان لافت لرواية الكاتبة الأمريكية نانسى برايس، التى حققت أعلى المبيعات حين صدرت لأول مرة فى عام 1991، ثم تحولت إلى فيلم سينمائى بطولة النجمة جوليا روبرتس ونال أيضا شهرة عالمية، وأخذ عنها بعض المسلسلات التليفزيونية والأفلام المصرية، ربما يكون السبب فى العنوان اللافت وطرح السؤال الأهم : كيف يمكن أن ينام أحد مع عدوه، أو بسبب المضمون الذى تدور فيه الرواية حول امرأة متزوجة ويشكل زوجها كابوسا فى حياتها وتحاول الابتعاد عنه بعد تعرضها لحادث وتزوير شهادة الوفاة وحينها تكتشف أن زوجها ما زال يسيطر على حياتها ويطاردها، ذلك الزوج المريض نفسيا، فاضطرت للهروب وتغير من ملاحها وصورتها القديمة والانتقال للعيش فى مدينة أخرى لا تعرف فيها أحدا ولا يعرفها أحد، لتتعلم فنون الدفاع عن النفس، ومحاربة العدو الذى ظل يطاردها حتى هزمته بعد أن تعلمت فنون الدفاع عن نفسها، هكذا يحتاج العدو أسلحة ذاتية للقضاء عليه دون انتظار يد خارجية تدافع عنه، وخاصة إذا كان عدوا لا نعرف الكثير عن ضرباته المفاجئة، بعد الدعوة العالمية إلى التعايش مع عدو البشرية الذى أربك العالم وعزله، لابد من التعايش معه والنوم معه إذا لزم الأمر، لابد من مواجهته بتعلم فنون محاربته، والالتزام بقواعد الحرب بالتباعد الاجتماعى دون تهاون بالإجراءات الاحترازية وإدراك قوة هذا العدو الذى حصد الأرواح دون انتقاء، بعد تلويحه بالعودة مجددا فى صور جديدة، تثير مخاوف العالم، وربكة العلماء والأطباء فى معرفة طبيعته. لكن بالرغم من ذلك علينا أن نتذكر أن الأعداء سيبقون دائمًا فى حياتنا، كعقبة على الطريق نحو أهدفنا، فإذا كنا نبحث عن حلول، يمكننا إلحاق الهزيمة بهم. أو نجعلهم حلفاء لنا كما فى عالم السياسة، أما فى الحياة العادية يمكننا تجنبهم أو الابتعاد عنهم قدر استطاعتنا.