كل سبت

أطفال غزة

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

عالم اليوم بات وكأنه فقد انسانيته وانكشفت اخلاقيات الغرب.. أطفال غزة الذين قتِلوا فى غزة لم يكونوا إرهابيين أو حيوانات بشرية أو خطرين يجب محوهم مثلهم مثل جميع الأطفال كانوا مفعمين بالحياة كانت لديهم أحلام وتطلعات اختلطت بدمائهم الذكية لذلك ايقاف هذه المذبحة فرصتنا الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا.

فيليب لازارينى المفوض العام لـ»الأونروا» وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين كشف المأساة وقال إن كل طفل التقيت به فى غزة الأسبوع الماضى كان يسألنى «هل معك ماء أو خبز؟» وصارت كسرة خبز وشربة ماء هى حلمه من أجل البقاء فاى انسانية هذه..على مدى أكثر من 30 عاماً من العمل فى مناطق النزاع كان لقائى مع الأطفال والنساء وهو أكثر اللقاءات حزناً خلال عملى فى المجال الإنسانى واحدث نفسى عن مستقبلهم.
أكثر من 4000 طفل فلسطينى قتل وهذا أكثر من عدد الأطفال الذين قُتلوا فى جميع النزاعات حول العالم فى أى عام منذ عام 2019.

إن حرب الابادة التى تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين فى غزة تشتعل ونيتانياهو رئيس وزراء الاحتلال يتحدى العالم ويرفض ايقاف الحرب التى استخدم فيها متفجرات تعادل أول قنبلة نووية تم ضرب اليابان بها فى الحرب العالمية الثانية والعالم ومنظمة الأمم المتحدة فى حالة عجز واضح للعيان وربما يدعمان المعتدى والمحتل ضد أصحاب الحق والضحايا فى ذات الوقت وأمريكا موقفها لا يتسم بالإيجابية ومتحامل على الحقوق الفلسطينية كثيراً وحتى لو كنا نسمع بعض الاعتراف بالمعاناة الفلسطينية ولكن عملياً الضوء الأخضر الأمريكى هو الذى منح لإسرائيل الاستمرار فى عملها الإجرامى وحتى الموقف الأوروبى فقد سقط أخلاقياً فى مأساة غزه فكان دائم الحديث عن حقوق الإنسان واحترامها وفى النهاية عندما تعلق الأمر بالإنسان الفلسطينى لم يعد هناك مكان لهذه الأحاديث وتلاشت وتهاوت معها أخلاقيات الغرب.

العالم اليوم يبدو وكأنه يفتش عن صيغة أخرى أو منظمة جديدة تماماً بدلا من الأمم المتحدة العاجزة والتى تسيطر عليها أمريكا وتسخرها لصالح إسرائيل.
الحرب الإسرائيلية غير المتكافئة كشفت أن عالم اليوم فى حاجة إلى قوة سياسية غير الأمم المتحدة أو تغيير نظام عملها ويتطلب بالدرجة الأولى إلغاء «همجية» الفيتو الذى يلغى من تلقاء نفسه مبدأ المساواة وحقوق الدول الصغيرة.. فهل يحدث؟