سطور جريئة

تحية لشباب الجامعات

 رفعت فياض
رفعت فياض

سطر شباب مصر وفى مقدمتهم شباب الجامعات الأسبوع الماضى ملحمة وطنية فى المشاركة غير المسبوقة فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة 2024 وبنسبة كبيرة كانت بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل للجميع فاقت كل التوقعات خاصة أنه كان معتادا من شباب الجامعات من قبل العزوف والسلبية عن المشاركة بقوة فى العملية الانتخابية طوال السنوات الطويلة الماضية سواء كانت الانتخابات البرلمانية منها أو المتعلقة بالاستحقاقات الدستورية وانصراف معظم الشباب وقتها عن مثل هذه الانتخابات إما لعدم تمتعهم بالنضج السياسى أو بجهلهم بأهمية هذا الاستحقاق الدستورى، أو عدم قناعة هؤلاء الشباب بأن صوتهم لن يغير فى الأمر شيئاً، أو لفشل الأحزاب فى أن تشرك أكبر عدد من الشباب فى عضويتها لعدم قناعتهم بالتجربية الحزبية فى مصر وبالتالى كانت النتائج تأتى بنسبة مشاركة ضعيفة.  

إلا أننى هذه المرة شاهدت فيها بعينى حجم طوابير المشاركة فى الإدلاء بالصوت الإنتخابى من جانب الشباب خاصة طلاب الجامعات والمعاهد سواء كانوا طلاب أو طالبات ، لم يطلب أحد من أى أحد أن يذهب ليدلى بصوته لصالح مرشح معين - وقد كان هذا التوجه لدى جميع مؤسسات الدولة وكذلك القائمون على الحملات الانتخابية للمرشحين الأربعة - وكل وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، ولدى المرشحين الأربعة أنفسهم - ولم يتحدث أحد منهم وقال «انتخبونى».. بل كان جميعهم يؤكد على مقولة واحدة «إنزل .. وشارك .. واختار الأفضل من وجهة نظرك كما تريد».

حتى إن إدارة الحوار الوطنى التى أشرف بعضويته عندما تحدثوا معى طالبين منى أن أسجل كلمة مصورة لنشرها على منصة إدارة الحوار أتحدث فيها عن حث المواطنين على النزول والمشاركة والذهاب إلى صناديق الانتخابات اشترطوا على ألا اذكر اسم أى مرشح من المرشحين الأربعة، وأن تكون دعوتى عامة وليس فيها أى دعاية لأى مرشح.

سعدت جداً بالدور الذى قامت به جميع الجامعات فى مصر بكل أنواعها الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية وكذلك المعاهد العالية بجميع مسمياتها وتخصصاتها عندما نظمت العديد من الندوات التثقيفية لشبابها لكى تحثهم على المشاركة فى الانتخابات بشكل فاعل وقوى، وتوفر لهم وسائل الانتقال للجان الانتخابية لكى يدلوا بأصواتهم بأريحية شديدة جداً.

حتى أثناء الانتخابات وبعد انتهائها لم أجد أحداً من جانب ممثلى الحملات الانتخابية للمرشحين أو أى مواطن فى أى مكان أو أى وسيلة إعلامية محلية أو عربية أو أجنبية أو المراقبين الأجانب لهذه الانتخابات إلا وأشاد بنزاهة هذه الانتخابات الرئاسية الأخيرة وموضوعية اللجنة العامة للانتخابات التى أدارت هذه العملية بكفاءة واقتدار كبيرين.

تحية للشعب المصرى كله على هذا العرس الانتخابى، وأرجو أن يتكرر وبشكل أكبر فى جميع الانتخابات القادمة أيا كان مسماها، وأن تكون المشاركة الشعبية فيها أكثر مما شاهدناه هذه المرة والتى أشاد بها العالم كله وكنا فخورين بذلك أمام أنفسنا وأمام العالم كله.