الأمطار الغزيرة تفاقم معاناة النازحين مع تراكم النفايات وانتشار الأمراض المعدية

70 يوماً من الإبادة الجماعية| قصف عنيف على غزة.. والاحتلال يستخدم «اللدغة الحديدية» لتدمير البنى التحتية بخان يونس

قصف عنيف على غزة
قصف عنيف على غزة

الأمطار الغزيرة تفاقم معاناة النازحين مع تراكم النفايات وانتشار الأمراض المعدية

أتمت حرب الابادة الجماعية على غزة يومها الـ70 أمس الجمعة بمزيد من الغارات المكثفة والقصف العنيف. وأعلنت قوات الاحتلال انها استخدمت ذخيرة «اللدغة الحديدية» فى خان يونس جنوب القطاع، ودمرت مركز القيادة والسيطرة لكتيبة الشجاعية التابعة لحركة حماس.

وقال الجيش الإسرائيلى فى بيان: «قامت قوات الجيش الإسرائيلى بتأمين مركز القيادة والسيطرة لكتيبة الشجاعية التابعة لحماس خلال العملية، وقتلت القوات عددا من مقاتلى حماس ودمرت فتحة نفق كانوا يستخدمونها.

كذلك تم قصف المجمع بطائرات ودبابات وقوات هندسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلى. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت قوات جيش الدفاع الإسرائيلى من الكتيبة 414 طائرة «ماعوز» بدون طيار لأول مرة، حيث استخدمتها لتحديد مواقع الخلايا فى المنطقة وضربها».

وفى خان يونس، أعلن الجيش الإسرائيلى أن قواته شنت غارة استهدفت مواقع البنية التحتية لحماس فى المدينة وقتلت عددا من مقاتلى حماس مدعية العثور على فتحات أنفاق تابعة للحركة. وضربت القوات خلال الغارة المستهدفة، مجمعا لتخزين الأسلحة باستخدام ذخيرة «اللدغة الحديدية» الدقيقة.

علاوة على ذلك، قالت قوات الاحتلال إنها عثرت على فتحة نفق وجدت فيها دراجات نارية استخدمتها حماس فى هجوم 7 أكتوبر، فيما قصفت طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلى مجمعا عسكريا تستخدمه حماس كمخبأ، وأصابت طائرة أخرى ثلاثة مقاتلين من حماس حاولوا مهاجمة قوات الجيش الإسرائيلى.
وتركز القصف الإسرائيلى صباح الجمعة على مدينة غزة.

حيث أكدت مصادر محلية استشهاد 15 شخصا على الأقل مع عشرات الإصابات، فى حى الزيتون شرق المدينة، إثر إطلاق الطائرات المسيرة الإسرائيلية النار صوب المواطنين فى الشوارع، عدد كبير منهم من الأطفال والنساء.

كما قصفت مدفعية الاحتلال 6 منازل مأهولة فى حى الزيتون، ما أدى لاستشهاد عدد من الشهداء، نقل عشرة منهم إلى مستشفى المعمدانى، كما أطلقت مدفعية الاحتلال عشرات القذائف على منازل فى الزيتون قرب شارع صلاح الدين، خلفت عشرات الاصابات.

وفى حى الدرج فى مدينة غزة، قصفت مدفعية الاحتلال بعشر قذائف، وللمرة الثانية، مدرسة فهمى الجرجاوى، حيث استشهد أربعة، واصيب 9 غالبيتهم أطفال.

كما تعرضت منطقة الصحابة فى حى الدرج لقصف صاروخى أفرز 20 شهيدا وعشرات الجرحى، كما اعتقلت قوات الاحتلال 25 مواطنا تتراوح أعمارهم بين «15- 55 عاما».

وفى منطقة مربع جامع فلسطين فى مدينة غزة، وحسب شهود عيان، ينفذ جيش الاحتلال إعدامات ميدانية، حيث أعدم 5 مواطنين على الأقل بينهم رجل مسن، واعتقل 15 مواطنا.

وفى منطقة أبراج الشيخ زايد فى بلدة بيت لاهيا قصفت المدفعية بعشرات القذائف عددا من البنايات والشقق السكنية والمنازل المحيطة، ما أدى لاستشهاد عدد كبير وإصابة العشرات بجروح..

كما استشهد ٩ فلسطينيين وأصيب العشرات، فجر الجمعة، فى قصف إسرائيلى استهدف مدرسة تؤوى نازحين فى خان يونس جنوب قطاع غزة..

كذلك قصف طيران الاحتلال مربعا سكنيا بالقرب من المستشفى الكويتى فى رفح جنوب القطاع، ما أسفر عن وقوع العشرات من الشهداء والجرحى، جرى نقلهم إلى مستشفى الشهيد أبويوسف النجار فى المدينة. وقصف طيران الاحتلال أحياء سكنية ومنازل فى دير البلح وغزة والنصيرات وجباليا، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى.

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى 18.787 شهيدا ونحو 60 ألف جريح، فى حصيلة غير نهائية.

من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلى صباح أمس الجمعة مقتل جندى من سلاح الهندسة فى لواء غولانى فى المعارك الدائرة جنوبى قطاع غزة.كما أعلن إصابة ضابطين وجنديين آخرين فى المنطقة نفسها.

من جانبها ذكرت شبكة «سى إن إن»، أن قرابة نصف القنابل جو-أرض التى أسقطتها إسرائيل على غزة قنابل غير دقيقة التوجيه تؤدى إلى إيقاع المزيد من الضحايا بين المدنيين.

يأتى ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلى،  العثور على 3 جثث لأسرى إسرائيليين فى غزة، بينهم جنديان.. وقال فى بيان، إنه «تمكن من تحرير وانتشال جثتى المخطوفين الجنديين نيك بيزير ورون شرمان».

فى الوقت نفسه فاقمت الأمطار الغزيرة الأوضاع الصعبة فى قطاع غزة، فيما أبدى العاملون فى المجال الإنسانى التابعون للأمم المتحدة القلق البالغ بشأن تدهور الوضع الصحى فى ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على شمال ووسط وجنوب القطاع.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إن الكثير من المناطق فى قطاع غزة، غمرتها المياه بما زاد صعوبة أوضاع النازحين.

واضطر نحو 1.9 مليون شخص فى غزة إلى النزوح من منازلهم وتوجه أكثر من نصفهم إلى رفح فى الجنوب التماسا للأمان، إلا أن جنوب القطاع لم يسلم من غارات الاحتلال واجتياحه البرى.

وتكتظ ملاجئ الأونروا بشكل كبير إذ يقيم بها أعداد تفوق بمقدار 9 مرات قدرتها الاستيعابية، ويعيش الكثيرون فى الخلاء حيث يتعرضون لظروف الطقس الصعبة أو فى أماكن إيواء غير مجهزة.

وحذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية من صعوبة إدارة ظروف الصرف الصحى فى أماكن الإيواء المكتظة.. ومع الفيضانات وتراكم النفايات، تؤدى تلك الظروف إلى انتشار الحشرات والبعوض والفئران، مما يسفر عن تفاقم مخاطر انتشار الأمراض.

وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، تم توثيق 360 ألف حالة إصابة بأمراض معدية فى الملاجئ، علمًا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى من ذلك.

وفى سياق متصل أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية «بالتل» انقطاع الاتصالات عبر الهاتف والإنترنت فى عموم غزة بسبب العدوان المستمر».. وسبق أن انقطعت الاتصالات عن عموم القطاع عدة مرات بسبب استهداف القصف الإسرائيلى للشبكات منذ بدء الحرب فى 7 أكتوبر.

على الصعيد السياسى يزور لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكى تل ابيب هذا الاسبوع، حيث من المتوقع ان يلحق به أيضا الجنرال تشارلز براون لهيئة أركان الجيوش الأمريكية المشترك، وذلك لعقد عدد من الاجتماعات مع الجانب الإسرائيلى خلال الأيام القادمة.