أمراض الشتاء تفترس أطفال وشيوخ القطاع

أجواء فصل الشتاء حيث لا دفء فى خيام مهترئة وملابس خفيفة
أجواء فصل الشتاء حيث لا دفء فى خيام مهترئة وملابس خفيفة

بدأت أجواء فصل الشتاء حيث لا دفء فى خيام مهترئة وملابس خفيفة.. الطعام والحطب يكادان ينفدان.. ولا أمل فى بيوت هدمها القصف الإسرائيلى.. لذا فإن الأيام القادمة ربما تكون الأصعب على من نجا فى قطاع غزة..

فالأوضاع تزداد سوءًا والأمراض تتفاقم والفيروسات تحيط بهم وبخيامهم فى كل اتجاه.
هكذا تسير أحوال النازحين فى قطاع غزة الذين نجوا مؤقتا من آلة الحرب الإسرائيلية التى قتلت وشردت الآلاف منهم، فالخيام لا تقيهم من البرد ولا تستر أبدانهم من قسوة المعاناة..

هم يعيشون على فتات طعام لا يسمن من جوع.. يحيون خائفين من المجهول، الذى يزداد قتامة لحظة بعد لحظة ولا يخرج عن مصيرين شديدى المرارة فإما المرض أو الموت.

تواصلت «الأخبار» مع عدد من الفلسطينيين الذين تمكنوا من دخول قطاع غزة عن طريق معبر رفح البرى فى أيام الهدنة.. حيث روى بعضهم الأوضاع المأساوية للنازحين فى خيام عادية ومعرشات خشبية يحيط بها البلاستيك.

فى البداية حذر «أبو ياسر» من رفح فلسطين، من الأمراض خلال فصل الشتاء فلا رعاية طبية لأصحاب الأمراض المزمنة، ولا علاج لمن يصيبه مرض.. وقال: إنه لا حياة للجميع فى غزة.. لا علاج لكبار السن.. لا ألعاب للصغار.. لا حياة لمن يتحمل مسئولية أولئك وهؤلاء. هكذا هو حال النازحين الناجين من الموت فهم يواجهون موتًا أبطأ وأكثر إيلاما.. وقدم الشكر لمصر على دورها الحيوى والهام من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لمساندة الشعب الفلسطينى الذى يعانى كثيرا بسبب الحرب على غزة.

وقالت عبير الجمال من خان يونس إن آلاف الفلسطينيين يعانون كثيرا بسبب حلول فصل الشتاء خاصة النازحين منهم وذلك بعد فقدانهم مقومات الحياة الأساسية، من ماء، وغذاء ودواء وملاحقة قوات الاحتلال الإسرائيلى لهم حتى فى أماكن الإيواء.

ووصفت حال أسرة اضطرت أن تحمى أولادها باللجوء إلى أسرة أخرى للوقاية من البرد القارس والنوم فى غرفة واحدة تضم أكثر من 15فردا.. وتقوم بطهى الطعام على بسطة السلم فى المنزل الذى يقيمون فيه باستخدام نار الحطب.

وأكدت أن الكل فى سباق مع الزمن من أجل نجاح مساعى مصر وقطر من أجل هدنة جديدة ممتدة مع وقف العدوان عند حده وتضميد جراح الفلسطينيين وإنقاذ حياة الآلاف من الموت الذى يلاحقهم على أيدى القوات الإسرائيلية أو الموت من البرد القارس.

صرخات ونداءات الشعب الفلسطينى لا تنقطع، فهم ينادون لإيقاف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ووقف المجازر التى ارتكبتها فى حق المدنيين الأبرياء العزل بعد سقوط آلاف الضحايا ما بين شهيد وجريح.

وقال أبو حجازى من خان يونس، إنه التقى أسرته فى خان يونس، بعد أن قصف الاحتلال منزلنا فى بيت لاهيا، وإنه تمكن من عمل كوخ خشبى بسيط إلا أن مياه الأمطار سقطت على رؤوس أطفالى.. ولا يمكن أن نحتمى تحت هذه المعرشات مع حلول فصل الشتاء وشدة البرد وخاصة عند هبوب الرياح وانخفاض درجات الحرارة.

وقال «أبو حمدان» ،من معسكر جباليا بوسط غزة، بعد عودته من مصر، إن عملية النزوح مستمرة إلى الملاجئ والخيام والمدارس، خوفا على أرواحنا من غارات الطيران التى تشنها إسرائيل على منازلنا فى المخيمات شمال ووسط غزة، والتى خلفت وراءها مجازر متعددة تؤكد الوحشية التى تمارسها إسرائيل ضد الأبرياء.

ولفت إلى أن حالة من الخوف والقلق تلاحق الفلسطينيين، خاصة بعد أن تجاوزت إسرائيل حدودها فى قتل المدنيين، ومع ترقب أوقات صعبة مع حلول فصل الشتاء، قائلا: «نريد العودة إلى منازلنا.. فهى التى تحمينا».

وأضاف: نأمل نجاح جهود مصر فى تجديد الهدنة مرة أخرى واستمراريتها، والتوصل إلى وقف شامل ومستمر لإطلاق النار، والعودة إلى المباحثات مرة أخرى لحفظ حقوق الفلسطينيين المشروعة للعيش فى سلام.

ووصفت السيدة ختام من خان يونس أن والدها رجل مسن 85 عاما وهو يحتاج الى رعاية وعلاج، والآن الأدوية التى يحتاجها غير متاحة والمستشفيات مكتظة بالجرحى والمرضى وهناك المئات من كبار السن مثله فى حاجة إلى رعاية.