«دموع في كل مفرق».. ساحات الشوارع تحتضن شهداء غزة بعد اكتظاظ المقابر 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع استمرار الحرب على غزة لمدة 68 يومًا، خلف القصف الإسرائيلي أكثر من 18 ألف شهيد بين أطفال ورجال ونساء أبرياء، ومع تصاعد وتيرة القصف على أنحاء القطاع ووسط اكتظاظ المقابر وصعوبة الوصول لها نتيجة استمرار الغارات الإسرائيلية، اضطر أهالي غزة لدفن أحبائهم في الأماكن العامة حتى أصبحت ساحات الشوارع مكانًا للرثاء محتضنة جثامين شهداء الحرب الإسرائيلية.


الطرقات والأزقة وأفنية المنازل «مقابر» لدفن الشهداء

لم يكن لدى سكان غزة خيارًا آخرًا سوى اللجوء إلى هذه الأماكن لدفن الشهداء كتكريم لهم ولضمان دفنهم بطريقة صحيحة، كما لم يكن هناك وقت للوصول للمقابر المعتادة نظرًا لبعدها وخوفا من وقوعهم تحت وطأة القصف الإسرائيلي، فلم يجد السكان مأوى آخر لدفن شهدائهم إلا في أقرب مكان ممكن في ساحات المدن وكذلك بأفنية المستشفيات وعلى أسفلت الشوارع وبالمقابر الجماعية التي باتت في كل مفرق، ولمعرفة أحبائهم، يميزون كل قبر بكتابة أسماء الشهداء بخط اليد على الحجارة أو الكرتون لتخليد ذكراهم.

اقرأ أيضًا: «كابوس الجوع».. واقع مأساوي يواجهه النازحون في مخيم رفح جنوب غزة

ولجأ البعض الآخر من أهالي غزة إلى دفن أفراد عائلاتهم الذين استشهدوا جراء الغارات الإسرائيلية الهمجية في فناء منازلهم، يحفرون القبور بأيديهم العارية ومن ثم يضعون فيها أحبائهم وذويهم الشهداء بعد تأديتهم لمراسم التشييع والوداع الأخير.

مستشفيات غزة تُحول ساحاتها لـ«مقابر»

وفي ذات السياق، قررت إدارة المستشفى الإندونيسي بشمال قطاع غزة تحويل ساحة ملعب كرة القدم الرملي المجاور للمستشفى إلى مقبرة جماعية في ظل هذه الظروف وامتلاء المقابر وصعوبة الوصول لها، ولتكدس الجثث في ثلاجات حفظ الموتى بالمستشفى نتيجة للعدد الكبير من الضحايا جراء الحرب الإسرائيلية على غزة، حسبما أفادت وكالة "وفا" الفلسطينية.

ومن جهة أخرى، أعلنت إدارة مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة عن قرار مماثل بحفر مقابر جماعية داخل حرم المستشفى، نظرًا لتراكم جثث القتلى.

وأشارت إدارة المستشفى، إلى أن الاحتفاظ بالجثث في ساحات المنبى دون دفن سيؤدي إلى كارثة صحية، ولذا أتت هذه الخطوة كإجراء ضروري للتعامل مع الوضع الطارئ وضمان الاحترام اللائق للموتى.


صعوبة العثور على الجثث فاقم خطر نقل البكتيريا والفيروسات

وبينما تئن زوايا القطاع من الفقد، تراكمت في الزوايا الأخرى الجثث والأشلاء التي مازالت تحت الأنقاض أو على جوانب الطرقات، التي لم تجد طريقًا إلى الدفن بسبب صعوبة العثور عليها، ما أدى إلى تحللها وتعفنها وتزايد خطر نقل البكتيريا والفيروسات للسكان بجانب تلوث البيئة والتهديد الصحي الخطير الذي يتفاقم أيضًا بسبب انقطاع الخدمات الأساسية عن القطاع مثل الماء والكهرباء والوقود.