«المُرشَح» قصة قصيرة للكاتب الدكتور محمد محي الدين أبوبيه

صورة موضوعية
صورة موضوعية

وثبت الفكرة داخل عقله...لماذا لا ينفذها وسريعا قبل أن يتراجع عنها؟

سيرشح نفسه في انتخابات مجلس إدارة مركز شباب قريته، وتعتبر خطوة على بداية الطريق نحو ممارسة هذه اللعبة المسماة (ديمقراطية) ومنها ينطلق لانتخابات أكثر أهمية وفاعلية وشراسة .

أعد عدته وشحذ همته، فلم يتوان عن مساعدة فريق الكرة في إحضار فانلات جديدة عليها اسم مركز الشباب، وكذلك كرات بمواصفات حديثة، (نجيلة) الملعب هذب عشبها وخطط أرضيتها بشكل براق، ولم ينس كتابة بوسترات الدعاية التي تحمل صورته وإنجازاته التي فعلها من أجل فريق الكرة ورعايته له، فهو يعلم عقليات جموع أهل القرية التي ترتاد المركز بأن عشقهم الأول للكرة.

 اقترب موعد فتح باب الترشح  للانتخابات ومعه زاد من إنفاقه، وبدورهم كان المستفدون يقومون بتشجيعه لتطالهم خيراته، أراد أن يظهر نفسه كمحبوب ومطلب للجماهير، وأنهم يصرون على ترشحه دونما رغبة منه، فأجل تقديم أوراق ترشحه لآخر ساعات الموعد المحدد.

 خطواته الواثقة وأصوات التابعين تثبتها أكثر وأكثر، وهو يدخل إلى لجنة تقبل أوراق الترشح، بينما ابتسامة واسعة على ثغره، نظر إليه الموظف المكلف من وزارة الشباب والرياضة لتلقي الأوراق وفحصها

: لا يوجد ورق إثبات عضويتك بمركز الشباب

وكما أنك لم تدفع أي اشتراك سنوي

كيف لا تعرف الشروط

: أنا ابن القرية ويحق لي الترشح..أليست تلك الديمقراطية

: سيدي..نعلم ذلك ولكن هناك شروط لاستكمال أوجه هذه الديمقراطية..فليس كل من هب ودب يدخل اللعبة.

 لم تفلح صرخاته ولا صيحات من معه من المناصرين، ونفذ الوقت وقد طاحت تطلعاته وأحلامه

 همس له أحد الواقفين: تفعل كل ذلك لهم وتصرف مالك وجهدك وبالنهاية يرفضونك

لابد أن تسترد حقوقك

 بعدها بأيام كان (المُحضر) واقفا أمام باب المركز حاملا مطالبة بمبالغ مالية، للسيد(....) نظير ما صرفه على المركز.

 كان رد الوزارة التابع لها المركز وقد أمنت المحكمة عليه: ( هذه تبرعات نشكرك عليها)

 عندما وصله الرد

تاهت من لسانه كلمات رد الثناء .. ولهج بكلمات الندم والأسف، وعندها قرر أن يبدل عضوية مجلس الإدارة بزيجة تدخله دوامة أخرى تنسيه ما فاته