إنها مصر

المنظومة كلها منضبطة !

كرم جبر
كرم جبر

المنظومة كلها منضبطة فأسفرت عن الأداء الرائع فى أيام الانتخابات الثلاثة، وكأنها سيمفونية بلا نشاز، وكل يعرف دوره ويؤديه فى عمل جماعى متكامل.

الهيئة الوطنية للانتخابات أدارت العملية بهدوء ومهارة، وكانت بياناتها مسايرة تماماً لمجريات العملية الانتخابية، وكان القضاة الإجلاء الذين أشرفوا على الانتخابات مصدراً للثقة والنزاهة والشفافية، وساعدهم على ذلك الأجواء الإيجابية بين الناخبين والمرشحين.

القوات المسلحة والشرطة، البساطة والهدوء فى تأمين اللجان من الخارج وتيسير وصول الناخبين إلى أماكن التصويت، بجانب الدوريات المشتركة التى تجوب فى الشوارع لتحقيق أقصى درجات الأمن، وشعر الجميع بالأداء الراقى دون الشعور بالتواجد الظاهر.

الإعلام أدار عملية الوعى والإقناع بمهارة واحترافية، ورفع شعار "العدالة الإعلامية" بين سائر المرشحين، وفتح المجال لمناظرات وحوارات راقية اتسمت بالنظافة، والتركيز على البرامج الانتخابية لكل مرشح، وطبق على أعلى المعايير الدولية فى الدعاية الانتخابية.

الأحزاب السياسية، تستحق أوسمة الاحترام فى تنظيم المؤتمرات الانتخابية فى سائر المحافظات ولمختلف المرشحين، فشعر الناس فى القرى والمدن بأهمية العملية الانتخابية وقيمة أصواتهم، فأقبلوا على المشاركة بأعداد غير مسبوقة، وبشعارات مملوءة بالبهجة والحماس.

المجتمع المدنى بكل فصائله وتياراته، ارتفع لمستوى الأحداث ولم يبحث فى الصورة إلا عن الظواهر الإيجابية، ولم يعط بعض السلبيات أكثر من حجمها، فأضفى على الانتخابات أجواء مشجعة ومطمئنة.

الحملات الانتخابية للمرشحين الأربعة، تنافست حول البرامج الخاصة بكل مرشح، وليس الهجوم على برنامج المرشح المنافس، فاكتسبت الاحترام أمام الرأى العام، وأضفت التعددية السخونة والحيوية على الأجواء.

لا أريد أن أنسى أحداً.

فوراء الصورة - أيضاً - جنود مجهولون، سهروا بالليل والنهار لتخرج العملية الانتخابية بالشكل الرائع الذى رأيناه، وأذكر منهم على سبيل المثال الكتيبة الإعلامية المقاتلة فى الشركة المتحدة، والقنوات الأخرى، الذين نشروا مراسليهم فى سائر أنحاء البلاد، لنقل الأحداث على الطبيعة.

فالصورة فى مجملها كانت على مستوى الأحداث التى تمر بها البلاد، ورغبة الناس فى الاصطفاف حول الرئيس القادم، وتفويضه فى اتخاذ القرارات والإجراءات التى تصون أمن البلاد واستقرارها، والتصدى للتحديات التى تواجهها.

وكان طبيعياً أن تتراجع دعاوى المقاطعة إلى أدنى معدلاتها، فلماذا تقاطع وكل الطرق مفتوحة أمام حرية الاختيار؟.. وأثبتت التجارب السابقة أن المقاطعة هى سلاح العزلة غير الفعال، فالانتخابات بمن يشارك وليس من يقاطع.

المحصلة أن التجربة يجب رصد نتائجها بدقة، واعتمادها نموذجاً للاستحقاقات الانتخابية القادمة، وتعظيم إيجابياتها والتعامل مع سلبياتها القليلة، وأن يكون صندوق الانتخابات هو الحكم والفيصل فى الاختيار، بعيداً عن دعاوى الفوضى والتحريض.

فالأحداث التى مرت بها البلاد فى السنوات الأخيرة تجعلنا نعض بالنواجز على الاستقرار، ولننظر حولنا، دول تتعارك وتضطرب.. ومصر تنتخب رئيسها.