بدون تردد

المشهد الانتخابى المعانى والدلالات «٢/٢»

محمد بركات
محمد بركات

الآن.. وبعد انتهاء عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية التى دامت ثلاثة أيام، فى مشهد رائع وغير مسبوق عاشته مصر كلها من الإسكندرية حتى أسوان،...، أستطيع القول باطمئنان بصحة التوقعات المتفائلة، التى راهنت على  وعى الشعب المصرى وإدراكه الوطنى السليم، وتلبيته الجامعة لنداء المشاركة الفاعلة والإيجابية فى الانتخابات، ومنح ثقته لمن يراه جديراً بهذه الثقة وقادراً على قيادة المسيرة الوطنية نحو المستقبل بإذن الله .

وفى الحقيقة والواقع كنت متأكداً وعلى قناعة تامة، بقدرة شعبنا العظيم على الإدراك الصحيح والواعى، بالضرورة الوطنية التى تحتم عليهم المشاركة بكثافة فى الانتخابات، والتصدى بكل القوة للهجمة الشرسة التى يتعرض لها الوطن الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة،...، فى ظل دوائر النار المشتعلة فى كل مكان وخاصة على الحدود الشرقية.

وكنت متأكداً وعلى ثقة تامة بأن الشعب المصرى بكل فئاته وأطيافه العمرية والاجتماعية، وبكل مستوياته الثقافية والفكرية سيهب لتلبية نداء الوطنية المصرية، ولن يلتفت على الإطلاق للدعاوى المشبوهة للمقاطعة وعدم المشاركة أو على الأقل العزوف عن الحضور الكثيف،...، وهذا هو ما لم يلتفت إليه الشعب على الإطلاق.

وفى ظل هذه القناعة وذلك الإيمان بوعى الشعب وإدراكه الصحيح شاهدنا وشاهد العالم كله معنا، ذلك التدفق الكثيف والمستمر طوال الأيام الثلاثة لجموع الشعب على اللجان ومراكز الانتخاب.

وشاهدنا وشاهد العالم كله معنا، الملايين من أبناء مصر الشباب والنساء والشيوخ ينتظرون فى صفوف طويلة وكثيفة أمام المقار الانتخابية، فى إقبال عظيم وغير مسبوق للإدلاء بصوتهم لاختيار الرئيس وقائد المسيرة.

وكان ذلك المشهد طوال الأيام الثلاثة، هو التعبير الصادق والأمين عن الإرادة الشعبية الوعية والمدركة لمسئوليتها الوطنية فى ضرورة وأهمية توحيد كل قوى الشعب فى مواجهة التحديات التى تهدد الوطن.

وكانت تلك المشاركة الجمعية الشاملة لجموع الشعب فى الانتخابات، هى إعلان واضح للعالم كله على إصرار الشعب المصرى على الانتصار فى معركته للبناء والتنمية وصناعة المستقبل الأفضل بإذن الله، والوقوف صفاً واحداً وعلى قلب رجل واحد فى مواجهة الظروف بالغة الصعوبة التى تمر بها البلاد.