«ظلال التهجير» تطارد أهالي غزة من حي لآخر بعد دخول الحرب شهرها الثالث

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ظلت آثار النزوح تتسارع في حياة أهالي قطاع غزة من مكان إلى آخر، بعد دخول الحرب شهرها الثالث، واختفاء دلالات العودة للهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» مرة اخرى، في ظل توسع جيش الاحتلال في عملياته البرية متوغلًا في أعماق القطاع، مما يجبر آلاف المدنيين الأبرياء على ترك منازلهم في شمال غزة والاتجاه نحو الجنوب.

ويواصل النازحون تحركاتهم بين أحياء المدينة بحثًا عن مأوى آمن متجهين نحو جنوب غزة سواءًا بمدينة رفح أو المواصي أو وغيرهم من المناطق الجنوبية الأخرى، وسط هذا الوضع الصعب الذي يعيشون فيه تحت وطأة القصف الإسرائيلي المُتواصل والجوع الذي يتحوَّل إلى سلاح يستهدف الأبرياء الفلسطينيين في القطاع.

ويأتي ذلك في ظل تشكيك دولي متزايد في جدوى المناطق الآمنة التي اقترحتها إسرائيل للنازحين، وذلك قبل أن يعود الجيش الإسرائيلي ليشير إلى أن مناطق الجنوب ليست مستثناة من خطر التعرض للقصف، ليفاقم هذا الوضع من حجم المعاناة التي يواجهها السكان.

 

وفي رحلتهم للبحث عن مكان آمن يقيهم من الأخطار ورغيف خبز يسد جوعهم، يعتري النازحون شعور عميق بالحزن وسط الظروف القاسية والتحديات التي يواجهونها يوميًا، ويتسارع هذا الشعور بالحزن في ظل تفاقم أزمة الغذاء التي تعصف بمختلف أنحاء القطاع، لتزداد حدة معاناة أهالي غزة مع انعدام الأمان والحاجة المُلحة إلى تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.

«مجاعة» تمتد من شمال القطاع لجنوبه
 

وفي ذات السياق، أكد برنامج الأغذية العالمي إن 97% من سكان شمال غزة لا يستهلكون ما يكفي من الغذاء، وإن نحو 83% من الأسر في جنوب القطاع يعتمدون على استراتيجيات استهلاكية قاسية من أجل البقاء. 

وأشار البرنامج إلى أن حوالي 90% من الأهالي يعيشون يومًا كاملًا بدون أي طعام، لتنذر هذه الأزمة بكارثة انسانية حادة حيث تتجلى في صورة مأساوية لمجاعة تمتد من شمال القطاع إلى جنوبه.

 «أزمة التهجير» تنقل الغزيين إلى مناطق الجنوب

وفي إحدى مناطق الجنوب بالمواصي، وبعدما حذرت الحكومة الإسرائيلية سكان شمال قطاع غزة بضرورة التوجه جنوبا وتحديدا إلى منطقة المواصي بسبب اتساع ميدان المعركة في الشمال، تواصلت عمليات النزوح الجماعي لآلاف الفلسطينيين إلى هذه المنطقة الواقعة بين دير البلح ورفح بحثًا عن مأوى آمن.

ورغم التصريحات التي أدلى بها الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بشأن توجيه المساعدات الإنسانية في المنطقة حال الضرورة، يبقى الوضع الإنساني في المواصي بحالة يرثى لها.

«منطقة رزاعية مهملة».. معاناة النازحين في المواصي
 

بعدما شرد آلاف النازحين من منازلهم وانتقلوا إلى المواصي بنى البعض منهم خيمًا لتأويهم في محاولة للعيش في هذه الظروف الصعبة إلا أن كثيرًا منها لا يصمد ويتطاير مع رياح الشتاء، والبعض الآخر يعيش على جوانب الطرقات بدون مأوى يحميهم من الزخات المطرية الغزيرة، فأصبحت حياة النازحين في المواصي أكثر تعقيدًا، بجانب انعدام المرافق الأساسية في هذه المنطقة الضيقة، والتي لا تتسع لاستقبال الأعداد الكبيرة من النازحين الذين وصلوا إليها.

 

وحيال هذه الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي غزة أصبح الجوع جارًا والبرد رفيقًا لهم، حيث يعاني النازحون الذين يعيشون في المواصي بالعراء من نقص المرافق الأساسية، حيث لا تتوفر لديهم مراحيض، ويفتقرون إلى وسائل النظافة الشخصية مما يجعل الوضع أكثر صعوبة، وسط نقص حاد في الطعام والموارد الأساسية.

وتُعد المواصي منطقة زراعية مهملة، حيث تمتد على مسافة 14 كيلومترًا وبعرض كيلو متر واحد، وتحتوي على عشرات المنازل فقط، ويعيش بها ما بين 4 إلى 9 آلاف شخص، حسبما أفادت "فرانس 24" الفرنسية.