«لا تصلح للحياة».. كل ما تريد معرفته عن «المواصي» ملجأ نازحي رفح؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الإثنين 6 مايو، سكان مناطق في شرق رفح الفلسطينية بأقصى جنوب غزة، إلى الإخلاء الفوري والتوجه نحو وسط القطاع، وبالتحديد تجاه منطقة «المواصي» وسط تحذيرات دولية لإسرائيل من شن أي هجوم بري على مدنية رفح الفلسطينية.

وقال الجيش إنه "بناء على موافقة المستوى السياسي"، فهو "يدعو السكان إلى الإجلاء المؤقت من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح الفلسطينية إلى المنطقة الإنسانية الموسعة" في المواصي.

ومع تزايد التوتر في الأراضي المحتلة بدأ الحديث عن منطقة المواصي نفسها التي تسعى إسرائيل لحشد الفلسطينيين بها وهل هي من الأساس منطقة مؤهلة لاستقبال تلك الأعداد.

وتستعرض بوابة أخبار اليوم خلال التقرير التالي أبرز المعلومات عن منطقة المواصي المقرر توجيه سكان رفح الفلسطينية إليها.

تقع منطقة المواصي على الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كم وبعمق كيلومتر واحد، شمال دير البلح، مرورًا بمحافظة خان يونس جنوبًا.

تعد منطقة المواصي منطقة زراعية صغيرة يعمل سكانها بالزراعة والصيد، حيث تمثل مساحتها 3 % فقط من مساحة القطاع، هذا بجانب أنها غير صالحة للحياة؛ فهي ذو بنية تحتية ضعيفة، لا شبكات صرف صحي بها ولا خطوط كهرباء، ولم تتعد مبانيها السكنية 100 وحدة.

أقيمت على أرضها سابقًا مستوطنات غوش قطيف، قبل انسحاب سلطات الاحتلال الإسرائيلي من غزة عام 2005.

وتنقسم المواصي لمنطقتين متصلتين، تتبع إحداهما لمدينة خان يونس وتقع في أقصى جنوبها الغربي، وتقع الثانية في مدينة رفح الفلسطينية وتقع في أقصى شمالها.
 

لم تتعد نحو 100 بناء

مؤخرًأ تشهد المنطقة زحامًا شديد جراء نزوح الفلسطينيين إليها، على اعتبار أنها منطقة آمنة ومؤهلة للعيش وفقًا لمنشورات جيش الاحتلال الإسرائيلي، يبلغ عدد سكانها الآن قرابة 9 آلاف شخص، من بينهم نحو 2000 من مواصي رفح الفلسطينية .

والقرية التي أصبحت مكتظة بالسكان والنازحين بات النازحون إليها يقنطون سيارتهم، لعدم توفر خيام كافيهم تأويهم.
 
تقرير الأونروا عن الوضع بالمواصي
 
أفاد تقرير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، رقم 102 حول الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية، أن منطقة المواصي هي منطقة غير مؤهلة لاستقبال المزيد من النازحين. 

وقالت الأونروا في تقريرها وفقًا لآخر إحصائيات ميدانية من المواصي حتى يوم 17 أبريل 2024، إن عدد السكان المسجلين حاليًا في المنطقة بلغ 403,447 شخصًا.

أما عن الخدمات الصحية بالمواصي، أوضحت الأونروا، عن وجود 22 مركزًا صحيًا بالمواصي قبل بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر المنصرم، والآن وفي أعقاب الحرب يوجد مركزان صحيان مؤقتان إضافيان يعملان في منطقة المواصي.

وقال المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا عدنان أبو حسنة، إن "نصف أعداد النازحين يتواجدون في مراكز الوكالة".

وأضاف أبو حسنة "نحن نقدم القليل وأقل من القليل على مستوى الرعاية الصحية والمياه"، وتابع، ما يحدث يفوق قدرات الأونروا.. كنا مستعدين لاستقبال 150 ألفًا من النازحين وليس لاستقبال مليون".
 
أكاذيب إسرائيل عن المواصي

قام فريق بريطاني من شبكة سكاي نيوز البريطانية، بزبارة لمنطقة المواصي مطلع ديسمبر الماضي، للوقف على مدى جاهزية المنطقة لاستقبال نازحين وكيف تم تمهيدها لذلك.

وقال الفريق البريطاني إن منطقة المواصي أرض قالحة من الكثبان الرملية على ساحل البحر المتوسط، ذو بنية تحتية ضعيفة تكاد لا توجد من الأصل.

وأفاد تقرير الفريق البريطاني أنه لا توجد مساعدات ولا خيام، ولا أماكن لطهي الطعام، مضيفًا أن بعض العائلات هي من نصبت خيامًا تأويهم؛ فيما حاول صغارهم إشعال النيران في الرمال لتدفئتهم.

الأمم المتحدة «المواصي» غير آمنة 

رفضت الأمم المتحدة اعتبار «المواصي» منطقة آمنة، قائلة إن المنطقة تفتقر  بظروفها الأساسية للأمن والحاجات الإنسانية الأساسية الأخرى.

كما حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من "الترحيل القسري للمدنيين" في غزة.

وأكدت مفوضية حقوق الإنسان، أن «الإخلاء المؤقت يجب أن يخضع لشروط، من بينها توفير السكن».

هذا وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية لين هاستينجز، إن الجيش الإسرائيلي يحث الفلسطينيين على الذهاب لمنطقة إنسانية في المواصي.

وأضافت أن الأمم المتحدة على علم بالإشارة إلى "المنطقة الإنسانية في المواصي"، إلا أنها تعتزم إيصال المساعدات أينما يتواجد المحتاجون.

وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في فلسطين: "عندما تُقصف طرق الإخلاء ويجد الناس في الشمال والجنوب أنفسهم عالقين في الأعمال العدائية، وعندما تنعدم أساسيات البقاء على قيد الحياة، وعندما لا تكون هناك ضمانات للعودة، لا يبقى أمام الناس سوى خيارات مستحيلة.. لا يوجد مكان آمن في غزة".