عاجل

بدون تردد

المشهد الانتخابى المعانى والدلالات

محمد بركات
محمد بركات

بالتأكيد هناك الكثير مما يجب أن يوضع موضع الاعتبار والاهتمام بخصوص ما هو قادم ومنتظر فى قابل الأيام والسنين، بعد المشهد الانتخابى الرائع الذى عايشناه وكنا مشاركين فيه وشهودا عليه خلال الأيام الماضية، التى جرت وقائعها على مرأى ومسمع من كل آذان وعيون المنطقة والعالم.

هذا المشهد الرائع الذى عاشته مصر بكل من فيها طوال الأيام الثلاثة للانتخابات الرئاسية، حيث قامت جموع المواطنين بمنح ثقتها لمن تراه جديرًا ومستحقًا وقادرًا على قيادة المسيرة الوطنية خلال السنوات الست القادمة بإذن الله.

وللحقيقة وللتاريخ.. لقد كان هذا المشهد حافلًا فى جزئياته وكلياته، بالكثير من المعانى والعديد من الدلالات والإشارات والرسائل أيضا، لكل من يتابع ويدقق إقليميًا ودوليًا فى كل الأحداث والوقائع التى تحدث فى مصر، باعتبارها الدولة الأكثر ثقلًا وتأثيرًا فى هذه المنطقة من العالم على المستويين العربى والشرق أوسطى، وامتدادهما الأوسع والأعمق إقليميًا ودوليًا.

وأحسب أن كل هذه العيون والآذان كانت شاهدة معنا على ذلك التدفق التلقائى والصادق لمشاعر الملايين، المعبرة عن قدر كبير من الثقة والتقدير فيمن تراه أهلًا ومستحقًا لاختيارها، فى تولى ذلك المنصب الرفيع، وتحمل تلك المسئولية الجسيمة فى قيادة سفينة الوطن خلال السنوات القادمة، والإبحار بها بشجاعة وحكمة وسلام وسط العواصف والأنواء، التى تحيط بنا وبالمنطقة والعالم من كل جانب.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية كانت المنطقة والعالم شهودًا، على القدر الكبير من الوعى لدى كل أفراد الشعب المصرى، بأهمية اللحظة والظرف التاريخى اللذين يمر بهما الوطن المصرى، وما يتطلبه ذلك من الوقوف بكل صلابة وقوة على قلب رجل واحد، فى مواجهة كل التحديات والأخطار التى فرضت نفسها على الوطن والمنطقة، فى ظل دوائر النيران المشتعلة فى كل مكان من حولنا.

وكانت رسالة الشعب المصرى بأجمعه للمنطقة والعالم ولكل من يهمه الأمر، بأن مصر قد صح عزمها واتخذت قرارها، بالسعى الجاد والإصرار القوى، على مواصلة السير على طريق التنمية الشاملة، لتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقوية، القائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة والمواطنة وسيادة القانون وحقوق الإنسان.

وأنها من أجل ذلك ولأجله أجمعت على اختيار قائدها الكفء، القادر بإذن الله على تحقيق الهدف والوفاء بالمهمة بأكبر قدر من الشجاعة والكفاءة والحكمة. وأنها تؤكد فى تأييدها الشامل له وقوفها بصلابة خلفه ومعه، فى مواجهة جميع المؤامرات والتحديات الساعية إلى تصفية القضية الفلسطينية وذلك عن طريق ما يتم تنفيذه من الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة.

وفى ذلك فإن الملايين من أبناء مصر، الذين هبوا عن بكرة أبيهم فتيانًا وشبابًا وشيوخًا، للمشاركة فى اختيار قائد مسيرتهم فى المرحلة القادمة، يؤكدون لكل العالم وقوفهم الصلب خلف قائدهم، فى مواجهة أى محاولة للمساس بالأرض المصرية فى سيناء أو غيرها من تراب مصر الغالى، ويعلنون للجميع أن ذلك خط أحمر لن يتم السماح بتجاوزه على الإطلاق.