حكايات في طوابير الانتخابات| الجمهورية الجديدة ومسيرة التنمية والقضية الفلسطينية والتحديات العالمية الأبرز

حكايات في طوابير الانتخابات
حكايات في طوابير الانتخابات

■ كتبت: علا نافع

ملحمة سطرها الشعب المصرى فى كتاب تاريخه وسرد معها فصلاً جديداً فى مسيرة أمة عظيمة واجهت التحديات على مدار الزمان فحمت نفسها بإرادة وعزيمة وفطنة ووعى أبنائها وحكمة وقوة قيادتها المخلصة لتثبت كل يوم وكل لحظة أنها أمة لا تخاف ولا تنكسر، اصطف الملايين من أبناء الشعب المصري في طوابير أمام لجان الانتخابات الرئاسية فى مرحلة هامة من تاريخ المحروسة تجسد بداية لصفحة جديدة فى حكاية وطن قوى صامد وأبيّ، وكفاح شعب يقف خلف بلده فى كل المحن والأزمات قادر على مجابهة الصعاب، أمامه هدف واحد هو حماية مصر واستكمال نهضتها ومسيرتها نحو التنمية والطريق من أجل الانطلاق صوب الجمهورية الجديدة، والحفاظ على الوطن ومقدراته.

◄ حوارات حول تحقيق مستقبل أفضل للأبناء والأحفاد

◄ القضاء على العشوائيات كان أول خطوة فى طريق مصر الجديدة

لمدة ثلاثة أيام اصطف المصريون أمام صناديق الاقتراع لاختيار رئيس مصر الذي سيقود البلاد خلال السنوات الست القادمة، وفى ظل تنامى حجم وعمق التحديات التي تواجه الدولة، تعاظم التفاف المصريين حول وطنهم حاملين علم مصر تجسيداً لوحدتهم شعباً وأرضاً وقيادة، ودارت الحكايات في طوابير الانتخابات، حول مصر المُستقبل.

◄ موقف وطني
طابور طويل من السيدات اللاتى حرصن على الحضور للجنة الانتخابية بمدرسة على بن أبى طالب فى الحى الـ11 بـ6 أكتوبر، للإدلاء بأصواتهن، لم يتكاسلن أو ينال الإحباط منهن بل عرفن قيمة التعبير عن آرائهن واختيار المرشح الجدير بالثقة، الكثير منهن جئن أملًا فى غد مشرق ودعمًا لاستكمالً مسيرة التنمية والنهضة التى بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسى، تلك المسيرة التى سيعود أثرها بالخير على أبنائهن وربما أحفادهن أيضًا، ووقفت السيدة محاسن نوح، 45 عامًا، فى الطابور تتحدث مع جارتها أم أحمد عن حسن تنظيم العملية الانتخابية، والإقبال الكثيف من السيدات إيمانًا منهن بضرورة الوقوف بجانب الوطن لاستقراره وتقدمه، فتقول: «حرصت على إبداء رأيى فى العملية الانتخابية والمشاركة فى ذلك الاحتفال لتحقيق أحلامى فى مستقبل أفضل لأبنائى وأحفادي، فالسنوات الماضية شهدت الكثير من الإنجازات بإنشاء المصانع الكبيرة ومدن جديدة مثل العاصمة الإدارية التى ضمت آلاف العاملين، وفرضت الكثير من فرص العمل فضلًا عن تطوير المصانع القديمة الموجودة فى مدينة السادس من أكتوبر»، مشيرة إلى أنها تحرص على متابعة كل ما يحدث بمصر من تطورات وإنجازات وتتمنى المشاركة فى استكمال مسيرة التنمية.

والتقطت أم أحمد، 65 عامًا، طرف الحديث فتقول: «تحولت مصر خلال السنوات الماضية تحولًا كبيرا خاصة فى مجال الطرق والكبارى مما خفف من التكدس والازدحام الذى كان يسبب لنا المتاعب والضغط النفسى كذلك رفع المعاشات ودخول فئات جديدة عليها»، مشيرة إلى أن معاشها ارتفع بزيادة كبيرة مما جعلها تشعر بتحسن اقتصادى وباتت قادرة على شراء حاجاتها من أدوية ودفع الإيجار فى موعده». 

◄ قيمة مصر
وفى طابور طويل أمام لجنة مدرسة المعهد الأزهرى بالمعادي، وقف أكرم عادل، صيدلي، 35 عامًا، يحاور محمود صاحب الـ40 عامًا، عامل خراطة، فى أهمية الدور المصرى تجاه القضية الفلسطينية، وكيف أن مصر دافعت عن الحق الفلسطينى فى الأرض، ورفضت دعوات التهجير الشيطانية، موضحًا له أن صوته فى الانتخابات هو تصويت للموقف المصرى بشأن الأحداث فى غزة، وهنا أكد له محمود أنه نزل للانتخابات فعلًا بعد موقف الدولة المصرية من الأحداث فى غزة، وهو الموقف الذى جعله يشعر بالعزة والفخر بانتمائه لمصر.

أيمن الشايب، 50 عامًا، حضر لطابور الانتخابات بصحبة أطفاله الثلاثة، مريم 15 عامًا، أحمد 10 سنوات، والصغيرة رودينا ثلاث سنوات، لكى يمارس حقه الانتخابي، وهو يحكى لأبنائه: «أشعر بأن الانتخابات الحالية هى بمثابة شهادة تكريم واعتراف بقدرة الرئيس السيسي على الوصول بنا لبر الأمان، فطوال السنوات الماضية لمست تغييرا فى وجه مصر سواء من حيث التطور العمرانى وزيادة شبكة الطرق، وفى مجال التعليم زاد عدد الحضانات المدرسية والمدارس وهذا بالطبع جعلنى أشعر بسعادة جارفة إذ أصبح من السهل إلحاق رودينا بها بدلًا من الحضانات الخاصة ذات الأسعار الباهظة».

◄ حجز الشقق
أما محاسن سالمان، 54 سنة، فوقفت لتنصح إحدى السيدات بالطابور بسرعة التقدم لحجز شقة فى مشروعات الإسكان الاجتماعى التى أطلقها الرئيس السيسى المناسبة لمحدودى الدخل كى تتخلص من ألاعيب أصحاب العقارات وإيجاراتهم المتناقضة، تسترجع ذكرياتها فى التنقل من شقة لأخرى لتلاعب أصحاب الشقق فى قيمة الإيجارات مما جعلها تسارع بالتقدم فى مشروعات الإسكان الاجتماعى التى أعلنت عنها الحكومة ليحالفها الحظ مثلها مثل الملايين وتفوز بإحدى تلك الشقق، تؤكد على أن قيمة الأقساط معقولة ويسهل سدادها خاصة أن الدولة تراعى أصحاب الدخول المحدودة.

تقول محاسن: يعانى الكثير من المواطنين من صعوبة الحصول على سكن مناسب خاصة فى ظل طمع السماسرة وأصحاب العقارات لكن جاء السيسى ليتصدى لهم ويطرح مشروعات الإسكان الاجتماعى كى تتناسب مع أصحاب الدخول المحدودة فى المدن الجديدة وقد حالفنى الحظ فى الحصول على شقة بأحد المشروعات، كذلك نجلى ذو الثمانية والعشرين عاما فحصل على شقة بمشروع مدينة أكتوبر الجديدة وتزوج بها منذ عدة أشهر، وتتمنى محاسن من الله أن يمد عمرها كى تعلم أحفادها حب الوطن وترجمته فى المشاركة بكافة الأعراس الديمقراطية والتصدى لدعاة الفوضى الذين لا يريدون الخير لمصر.

وأمام لجنة مدرسة الشهيد عبدالمنعم رياض بالدقي، جلس الحاج سعيد 65 عامًا، على كرسى خشبي، أحضره له أحد شباب المتطوعين، وأخذ يحكى سعيد عن أهمية المشاركة فى الانتخابات، وأهمية أن يعى الشباب دورهم وواجبهم تجاه وطنهم، مؤكدًا أنه طوال عمره لم يترك أى استحقاق دستورى إلا وشارك به ومارسه، ثم أخذ يتحدث عن الرئيس القادم يجب أن يكون واعيا بقدر مصر التى تحيط بها المخاطر من كل اتجاه، فالتحديات الإقليمية التى تواجهها شديدة وصعبة من أحداث غزة والصراعات بليبيا والسودان واليمن، والحرب فى روسيا وأوكرانيا، وغيرها من التحديات التى تحيط بنا من كل جانب. 

◄ مصر الجديدة
على أبواب مدرسة أبو الفرج الابتدائية بمنطقة أبو العلا لم يختلف المشهد الانتخابى بتلك اللجنة عن غيرها، سماح ناصف، 41 سنة، مُدرسة بإحدى المدارس الخاصة، تقول: «مع بداية اليوم الأول من الانتخابات سارعت لأشارك فى الحفل المنتظر منذ عدة شهور، ولأبرهن على تقديرى وامتنانى لكافة المشروعات العظيمة التى قام بها الرئيس السيسى فلا يهم الصعوبات الاقتصادية البسيطة التى تواجه بلادنا فكل الدول تعانى هى الأخرى منه، فيكفى شعورنا بالأمان بعد القضاء على الإرهاب واستقرار حدودنا أمنيًا»، وتستعرض سماح مع صديقاتها الإنجازات التى قام بها الرئيس لدخول مصر إلى الجمهورية الجديدة، خاصة فى مشروعات هامة كتطوير الصرف الصحى والمرافق الحيوية، متذكرة الانقطاع المتكرر للمياه عن شقتها وصعوبة حصولها على مياه نظيفة ناهيك عن فواتير المرافق التى كانت تصل لمئات الجنيهات فى بعض الأحيان.

أما أحمد العادلي، 46 عامًا، فيشير خلال وقوفه بطابور الانتخابات فى الأسمرات، إلى أن عائلته حظيت بشقة سكنية جديدة بعد نقلهم من منطقة منشأة ناصر لحى الأسمرات الذى يضاهى الأحياء الراقية فى مميزاته ورفاهيته، فضلا عن تمتعه بكافة الخدمات التعليمية والصحية والترفيهية، وهذا جعله مطمئنًا عليهم بعد أن عاشوا سنوات طويلة فى عذاب وقلق بعد كارثة الدويقة، وظل يحكى عن صور منطقة الأسمرات بشوارعها النظيفة الواسعة، وحدائقها الممتدة، فضلا عن الشقة التى يسكن فيها والداه مرددًا: «الأسمرات جنة وحياة جديدة».