■ كتب: أحمد ناصف
في مشهد تاريخي اصطف المصريون في أرجاء مصر أمام صناديق الانتخابات تعبيرا عن الوقوف خلف وطنهم وشهدت اللجان الانتخابية إقبالا كثيفا من جميع الأعمار والفئات فى خامس انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر فى تاريخها الحديث، لتكون بداية ميلاد جديد لمصر وبزوغ فجر تشرق معه شمس جمهوريتنا الجديدة، وشهدت عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية بالداخل وجود أعداد غفيرة من المواطنين، أمام المقرات الانتخابية قبل فتح باب التصويت للمشاركة فى العملية الانتخابية والتصويت فى الانتخابات الرئاسية لاختيار من يمثلهم خلال المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى مشاركة فعالة وحاشدة منذ الساعات الأولى لبدء التصويت وحتى غلق صناديق الاقتراع فى مشهد وطنى عظيم ومع هدف واحد هو رفع راية مصر عاليا ودعم استقرارها واستكمال مسيرة تنميتها.
وعلى مدار أيام الاقتراع أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، انتظام سير عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية 2024، فى كافة لجان الاقتراع على مستوى جميع محافظات الجمهورية، ووقفت الهيئة من خلال تواصلها الدائم والمستمر مع اللجان العامة، ولجان المتابعة واللجان الفرعية إلى وجود إقبال كثيف غير مسبوق من جمهور الناخبين فى مختلف المحافظات؛ فسارعت بالدفع بالعديد من القضاة وأعضاء الهيئات القضائية الاحتياطيين إلى عدد من اللجان الفرعية؛ وذلك لتسريع وتيرة عملية التصويت والتخفيف من زحام طوابير الناخبين أمام هذه اللجان، وحرصت الهيئة الوطنية للانتخابات على تيسير عملية الاقتراع قدر المستطاع فى ضوء الإقبال الكبير من المواطنين والذى فاق كل التوقعات، معربة عن شكرها وتقديرها العميق لجموع أبناء الوطن، والذين أظهروا وعيًا عميقًا بأهمية المشاركة الإيجابية الفاعلة فى هذا الاستحقاق الانتخابى المهم، والتمسك بإعمال حقوقهم الدستورية والقانونية.
وشهدت الانتخابات، إقبالا كبيرا من المواطنين على مقار اللجان الانتخابية ولجان الوافدين للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات الرئاسة، حيث كشفت مشاهد تواجـــد مـــلايين المواطـــنين أمـــام اللجان للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية حجم التفاعل والمشاركة فى ذلك العُرس الديمقراطي، ومدى ارتباطهم بحب الوطن ورغبتهم بالمشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية.
وفى مشهد التحمت فيه عمامة الشيخ والقس، بخوذة العامل والمهندس، بالجلباب البلدي، بأصحاب الياقات البيضاء (الموظـفون) والزرقاء (العمال)، بسيدات مصر، بأصحاب الهمم، احتشد الآلاف من المصريين أمام مقار لجان العاصمة الإدارية الجديدة للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، وحرص الناخبون الذين وقفوا فى طوابير طويلة على حمل أعلام مصر والتلويح بها على وقع الأغانى الوطنية التى كانت السمة الرئيسية أمام لجان العاصمة، فى تعبير ولا أصدق على حب الوطن، والحرص على إعمال الحقوق التى كفلها لهم الدستور والقانون بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية.
◄ اقرأ أيضًا | الانتخابات الرئاسية| اللجان تستعد لاستقبال الناخبين في ثالث أيام التصويت
واختار ملايين المصريين المشاركة بقوة فى عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية بجميع محافظات مصر للتأكيد على أنها تعد بمثابة رسالة للعالم كله بأن القرار المصرى تحميه إرادة الشعب، وأن الشعب المصري يقف خلف قيادته السياسية فى مواجهة الأحداث التى تموج بها المنطقة حاليا، ويأتى تفاعل الشعب المصرى مع كل استحقاق دستورى هو دليل على مدى إيجابية ووعى هذا الشعب، وخاصة أن الانتخابات الرئاسية تأتى هذه المرة والمنطقة كلها تموج بالأحداث والأزمات التى تكاد تعصف بها وتهدد استقرارها ولا تقف مصر بعيدة عن هذه العواصف بل إنها المستهدف الأكبر منها، ومن هذا المنطلق تأتى أهمية خروج الشعب للمشاركة فى هذا الاستحقاق الانتخابى ليس فقط لاختيار الرئيس، ولكن للتأكيد للعالم كله على أن القرار المصرى فى مواجهة هذه الأحداث وتلك المؤامرات هو اختيار تحميه إرادة الشعب ويسنده وعى وإجماع الأمة.
وأكد مدير الجهاز التنفيذى للهيئة الوطنية للانتخابات، ورئيس غرفة العمليات المركزية لمتابعة تصويت المصريين بالداخل، المُستشار أحمد بندارة، رصد غرفة العمليات كثافة إقبال المواطنين على لجان الاقتراع فى الانتخابات الرئاسية على مدار أيام الاقتراع، وقال إن غرفة العمليات المركزية عقدت اجتماعًا عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع رؤساء اللجان العامة بمختلف محافظات الجمهورية والذين يمثلهم رؤساء المحاكم الابتدائية، وذلك للمتابعة اللحظية لانتظام عمل اللجان العامة والفرعية فى عملها باستقبال الناخبين، وانتظام سير عملية التصويت، مُضيفًا أن لجان الوافدين والمُغتربين بالمحافظات، شهدت الإقبال الكثيف والأكبر بمُختلف المحافظات منذ اللحظة الأولى لفتح باب التصويت.
وتعد انتخابات الرئاسة 2024 هى خامس انتخابات رئاسية تعددية تشهدها البلاد فى تاريخها الحديث، وتكتسب انتخابات 2024 أهميتها الإضافية من كونها خطوة رئيسية فى مسار الدولة نحو التحول الديمقراطى والتعددية الحزبية والتنافسية السياسية، والتى أتت بعد عام ونصف العام من حوار وطنى جاد وغير مسبوق، شمل كل مكونات المجتمع المصرى السياسية والنقابية والأهلية، وأجريت الانتخابات، داخل مصر وفقا للجدول الزمنى المقرر من الهيئة الوطنية للانتخابات أيام 10 و11 و12 ديسمبر الجاري، وحدد يوم 13 ديسـمبر لانتهاء عملية الفرز وإرسال المحاضر للجان العامة، وإعلان النتيجة يوم 18 ديسمبر.
