لساني البيانُ وقلبي القريضْ
ونهـرُ البلاغةـِ عنّى يفيضْ
فشعري أصيلٌ ونثرى جميلٌ
وباعي طويلٌ وجاهي عريضْ
فما ضقتُ يـوما بعـلمٍ وفـنٍ
وما نال منّي خيالٌ مريضْ
***
كنوزي تنوءُ بحمل الدررْ
ومن مفرداتي جليلُ الفكرْ
فأكسو المعاني رداءً قشيبا
وأنسـجُ منها بديعَ الصورْ
وعَيتُ المعارفَ من كل لونٍ
حفظتُ مثالا بليـغُ العـبـرْ
***
إلهي حبـاني بوحي مبيـن ْ
فكنتُ لسـانا لـروحٍ أميـنْ
بحرفي تسطرَ خيرُ الكلامِ
وأهدى كتابٍ إلى العالمينْ
وبي كم تخاطب قومي فخرّ
عتاةُ الملـوكِ لهم ساجـدين ْ
***
ملكتُ الفصاحةَ من بابها
تـراثـا أصيـلا لأربابهــا
وصرتُ سجلا لدى أمتّي
وكـنتُ الحـفيظ لأنسابهـا
أنا الخـلدُ بين لغاتِ الأنامِ
وصوتُ الجنانِ لأصحابها
***
إذا ما فخـرتُ ثرائي تعـددْ
فبعض بريقي لجينٍ وعسجد ْ
فكم من لغاتٍ طواهـا الزمانُ
وكانت على الدهرِ تزهو وتشهدْ
وعشـتُ أباهى بمجـدٍ عريقٍ
وعـزٍّ طريفٍ ونصرٍ مـؤكـد