بدون تردد

الانتخابات.. ومستقبل الوطن «٣/٣»

محمد بركات
محمد بركات

لا مبالغة فى القول على الإطلاق بأن النسبة الغالبة من المصريين أبناء هذا الشعب العظيم، قد جمعهم الحرص على المشاركة الفاعلة والإيجابية فى العرس الانتخابى الجارى على الأراضى المصرية هذه الأيام.
والمؤكد أن الكل وهم يمارسون حقهم الدستورى فى الانتخابات الرئاسية، قد سجلوا رأيهم فى اختيار رئيس الجمهورية بكل الحرية والنزاهة والشرف، وأدلوا بأصواتهم لصالح من يرونه الأكثر جدارة واستحقاقاً لهذا المنصب الرفيع فى هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الوطن.
وأثق أن هؤلاء جميعاً اختاروا الرئيس الذى يثقون بأنه الأكثر قدرة على تحمل الأعباء الجسام فى المرحلة المقبلة من المسيرة الوطنية، بما تحمله فى أعطافها من مشاقٍ والتزامات، تحتاج بالضرورة إلى مواصفاتٍ وقدرات خاصة قادرة على القيام بها والوفاء بأعبائها الثقيلة.
وأحُسب أننى لست مبالغاً إذا ما قلت، إن من لم يتمكن من الإدلاء بصوته خلال اليومين الماضيين لأى سببٍ من الأسباب فسيكون حريصاً اليوم على القيام بذلك وفاء بمسئوليته والتزامه الوطنى.
وأعتقد أننى لست متجاوزاً للواقع ولا متعدياً للحقيقة، إذا ما ذكرت مؤكداً.. أننا جميعاً قد وضعنا فى اعتبارنا ان اختيار رئيس الجمهورية هو تكليف وتشريف فى ذات الوقت، ...، حيث إنه تكليف بأمانة المسئولية العظيمة التى تنوء بحملها الجبال، وتحتاج إلى همم الرجال الأشداء من أولى العزم، كى يقدروا على تحملها والقيام بها.


وهو تشريف لكونه يضع هذه الأمانة التى هى «حكم مصر» وتولى قيادتها على كاهل من نثق أنه أهل لها، ...، وهذه الثقة هى أساس التشريف ومنبعه.
وفى هذا الإطار لعلى لا آتى بجديد إذا ما أكدت أن كل فرد منا ممن أدلوا بأصواتهم ومن سيدلون بها اليوم، قد حددوا رأيهم واختيارهم بكل الحرية ودون إجبار من أحد على الإطلاق، ودون رقابة سوى رقابة الضمير ومراعاة المولى عز وجل، وصالح الوطن الذى ننتمى إليه جميعاً ونسعى لخيره وسلامته وأمنه وأمانه.


وأعرف كذلك أننا جميعا ندرك فى ذات الوقت، أن مصر تحتاج إلى دعم ومساندة كل أبنائها، حيث إنها تعيش الآن لحظة فارقة من تاريخها المعاصر تراهن فيها على المستقبل، وتعلن إرادتها الحرة على الملأ وأمام العالم كله.


وتؤكد للجميع أن ما حدث ويحدث بأرض الكنانة هو تطلع جاد للمستقبل، وإصرار كامل على السير بخطى متسارعة وواثقة وحكيمة لتحقيق ما تتطلع إليه جموع الشعب المصرى، لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة والقوية، القائمة على العدل وسيادة القانون وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين فى ظل حقوق الإنسان.


«حفظ الله مصر ووقاها من كل شر».