فى الصميم

كلمة مصر.. ومؤامرة التهجير

جلال عارف
جلال عارف

بينما تمضى انتخابات الرئاسة المصرية فى انتظام كبير، يظل كل المصريين يراقبون الخطر المتزايد من انفجار الأوضاع على الحدود مع فلسطين الشقيقة التى تواجه حرب إبادة من النازية الصهيونية التى تضع تهجير الفلسطينيين من أرضهم هدفًا أساسيًا لها، والتى تواصل القتل والتدمير (بدعم أمريكى كامل) من أجل دفع مواطنى غزة نحو الحدود مع مصر تمهيدًا لتصفية القضية الفلسطينية كما يتوهم النازيون الصهاينة فى إسرائيل، وكما يخطط من يتصورون أن الصفقات المشبوهة التى يسعون لفرضها منذ عقود يمكن أن تمر تحت أى ظروف، ولم يتعلموا من صفقتهم مع مرسى فى عام حكمه الأسود أن المساس بأرض مصر خط أحمر، وأن قرارها لا يصنع إلا بإرادة شعبها وحده.


لاشك أن قواتنا المسلحة جاهزة لكل الاحتمالات، وأن مصر بأكملها تقف مع جيشها فى مواجهة أى مخاطر تمس أمننا القومى. ولا مجال هنا للرهان على قوى عظمى فقدت رشدها السياسى وعطلت مجلس الأمن عن إيقاف «حرب الإبادة» التى ما كان لإسرائيل أن تمضى فيها إلا بدعم أمريكا وبعض دول الغرب والذى مازال يرى أن إسرائيل فى حاجة للمزيد من أسلحة القتل، وأن عليه أن يمدها بها.. وبصورة «عاجلة وطارئة» حتى لا تصدأ آلة القتل الإسرائيلية، أو ينجو بعض أطفال فلسطين من هذه «المحرقة» الصهيونية!
الرهان هو على ما نملكه من «قوة رشيدة» تساندها إرادة شعب لا يهاب التحديات، ثم وعى يتزايد بين شعوب العالم بهول الجريمة التى ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكى يتحول إلى مشاركة كاملة وضعت أمريكا فى مواجهة العالم بأكمله، وجعلت أقرب حلفائها يراجعون حساباتهم فى ضوء افتضاح الأكاذيب الإسرائيلية والسقوط الأمريكى الذى لا يكتفى بمنح إسرائيل ٢٢ ألف قنبلة حديثة وشديدة الانفجار ألقتها إسرائيل على الفلسطينيين فى غزة خلال شهر ونصف، ولا يكتفى بإرسال قذائف الدبابات (فى حالة طارئة واستثنائية) بمائة مليون دولار، بل يكشف بلينكن أنها مجرد جزء صغير من صفقة واحدة قيمتها ٥٠٠ مليون دولار تنتظر موافقة الكونجرس، وأن هذا كله ليس إلا جزءًا صغيرًا من مكافأة الـ ١٤ مليار دولار التى رصدتها واشنطن لدعم حرب الإبادة ربما قبل أن تبدأها إسرائيل!!


أمام مصر مهمات صعبة كثيرة، لكن.. لا شىء يفوق فى أهمية الحفاظ على كل شبر من أرض مصر وإجبار كل الأعداء على «شطب فكرة التهجير» كتصفية قضية فلسطين على حساب مصر (ثم الأردن بالنسبة للضفة الغربية). هذا خط أحمر بالنسبة لمصر ولاشقائنا فى فلسطين الذين يتمسكون بوطنهم حتى الاستشهاد على أرضه الطاهرة.. يبقى أن من يثيرون قضية التهجير القسرى للفلسطينيين يفرضون حتمًا الطريق المعاكس، وهو أن يعود الجميع (فلسطينيين وإسرائيليين) لأرضهم وأوطانهم الحقيقية.. وساعتها سيكون الحق قد عاد لأصحابه.