نقطة فوق حرف ساخن

مصر العظيمة

عمرو الخياط
عمرو الخياط

مصر لم تكن فى يوم من الأيام عبر تاريخها الكبير شريكاً حتى لو بالصمت على أى حدث يقع على الأراضى الفلسطينية..

بل كانت وستظل فى مقدمة الصفوف للدفاع عن القضية الفلسطينية مهما طال أمد عدم الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية..

ومن ثم فإن مصر لن تكون شريكة فى جريمة تصفية القضية الفلسطينية..

فقد أفشلت منذ سنوات المقايضة المستحيلة التى استباحوا فيها أرض سيناء أو الأراضى المصرية كوطن بديل لأبناء فلسطين فى الصفقة التى وصفوها فى ذلك الوقت بأنها صفقة القرن.

لكن لن تموت الفكرة فى ذهن الأشرار لتلمع من جديد فى أعقاب السابع من أكتوبر كما لو كانت الفرصة قد أتتهم لتنفيذ ما يصبون إليه.. ليتشكل وهم إسرائيلى جديد بتحقيق ما أفشلته مصر فى الماضى لأحلامهم التوسعية لأن مصر الكبيرة لن يأبى شرفها الاستدراج سواء طوعاً أو كرهاً إلى مثل هذه الأحلام والأوهام.

الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى طالب مراراً من قبل فى جميع المحافل الدولية وزياراته الخارجية ولقاءاته الدولية والداخلية منذ أن تولى الحكم بعدم إضاعة الفرص المناصرة للسلام فى المنطقة.. ونادى المجتمع الدولى بأن يسعى ويتصدى لمسئولياته لتنفيذ هذا السلام باعتبار أن ذلك سيعيد للمنطقة العربية بالكامل استقرارها وتنميتها.. كان دائما داعياً للسلام وساعياً لفتح فصل جديد فى التاريخ العالمى والإنسانى للسلام فى المنطقة.

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة وفى أعقاب أحداث السابع من أكتوبر.. كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يتحرك فى كل الاتجاهات لعدم تفاقم الأمر.. قبل أن يخرج عن السيطرة.. وتصبح القضية الفلسطينية فى أرشيف النسيان واستمع العالم وأصغى الرؤساء والملوك لصوت مصر.. وتحولت بوصلتهم من العداء تجاه ما حدث يوم ٧ أكتوبر إلى التعاطف العالمى حكاماً وشعوباً لما يحدث من إبادة جماعية لشعب غزة.

على الجانب الآخر من الصورة كانت هناك أهداف واضحة لإسرائيل فى حربها الضروس ضد أهالى غزة.. أهداف داخلية وخارجية يمكن إيجازها فى الآتى:

إنقاذ ما تبقى من كرامة جيش الاحتلال بعد السابع من أكتوبر.

محاولة يائسة من رئيس الوزراء لإطالة أمده فى الحكم تشغل الرأى العام الإسرائيلى بعيدا عن القضايا التى يواجهها.

إعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة.

محو غزة من كتب الجغرافيا.. ودخولها لكتب التاريخ.

إحياء حلم التوسع التاريخى للدولة الإسرائيلية.

تنفيذ الخطة الشيطانية بإعادة توطين الفلسطينيين فى مصر والأردن.

إسرائيل لم تسع إلى التهدئة أو تهيئة الأجواء أو الاستماع إلى صوت العقل النابع من مصر الكبيرة.. سعياً لتحقيق أهدافها واستمرت فى التصعيد للوصول إلى:

تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.

إشعال وتأجيج الصراع فى الشرق الأوسط.

تهديد مباشر للأمن القومى المصرى.

الدولة الإسرائيلية اعتدت على شعب بأكمله كرد فعل لأحداث 7 أكتوبر.. وتناست أن المستوطنة التى شهدت هذه الأحداث مبنية على أرض محتلة فى الأصل.. وبدلاً من أن تحصل على حق من قتل أو جرح فى هذه الأحداث ممن تسبب فى ذلك.. عاقبت الشعب الفلسطينى بالكامل لتحقيق سيناريو كتبته وأعدته من قبل وطوال السنوات الماضية.. حدث ذلك على مرأى ومسمع من العالم وظلت مصر كعهدها صامدة حاملة على كتفيها القضية الفلسطينية مؤكدة على ثوابت محددة هى:

السلام العادل هو الحل الأساسى للقضية.

الأمن القومى المصرى خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه أو تهديده.

مصر ستظل دائماً تسعى إلى السلام ولا خيار أوَّلى إلا هو.

الشرف والأمانة فى القول سواء فى العلن أو الغرف المغلقة.

مصر الكبيرة تاريخياً.. وعظيمة بقياداتها.. وحكيمة برئيسها.. وفاعلة بقوة تماسك شعبها خلف قيادته.. ستظل على عهدها فى أن السلام هو طريق التنمية فى كل بقاع العالم على وجه العموم وفى الشرق الأوسط على وجه الخصوص.. وأن خيار السلام النابع من القوة والقدرة هو عنوان الجمهورية الجديدة التى بناها فى تسع سنوات الرئيس عبدالفتاح السيسى.