إنها مصر

بين «الناخب» و«البطاقة» لا رقيب !

كرم جبر
كرم جبر

 "هذا المقال لا يقترب من فترة الصمت الانتخابى ولا يدعو لأى مرشح ، وإنما فقط الدعوة للمشاركة ". 

 لا احبذ كلمة "الحشد" الا اذا كانت مصحوبة بـ "الوعي"، فمصر أمام تحديات كبيرة تتطلب إقبال المصريين بالملايين فى الانتخابات الرئاسية، ليختاروا رئيسهم فى السنوات القادمة.

"الوعي"، بعد ماراثون طويل من الدعاية الانتخابية للمرشحين الأربعة، وتحققت خلاله العدالة الإعلامية لأول مرة، واتيح لهم عرض برامجهم وأفكارهم، وفقاً لأعلى المعايير الدولية لإدارة الانتخابات.

 وتخلصت الانتخابات مؤخرا من شبهة التزوير التى لاحقتها منذ بدء الحياة السياسية فى مصر، والطريق أصبح ممهداً فى السنوات القادمة لاستقرار سياسى ولحياة تترسخ فيها معالم الديمقراطية، لتكون الطريق الوحيد للانتقال السلمى للسلطة، بعيداً عن سلبيات الفوضى التى تتحمل البلاد فاتورة خسائرها حتى الآن.

ورغم ذلك يرفع البعض سلاحا غير فعال اسمه "المقاطعة"، لم يسفر منذ استخدامه فى مختلف العصور، إلا عن عزلة من استخدموه، فحكموا على أنفسهم بـ "العزل الاختيارى" عن الحياة السياسية التى لا تتحقق إلا بالمشاركة.

 فبين "الناخب" و"البطاقة" لا رقيب، إلا ضميره والوعي، ونتمنى أن تنتهى إلى غير رجعة ظاهرة الجالسين فى مقاعد المتفرجين الموروثة من عهود سابقة، بحجة أن هناك من يصوت نيابة عنهم ولم يكن لأصواتهم دور فى الاختيار، والآن أصبح لكل صوت قيمة وأهمية لرسم المستقبل بـ "المشاركين" وليس "المتفرجين" أو "المقاطعين".

 لماذا نذهب إلى الانتخابات؟

 لإعلاء شأن الدولة أياً كان المرشح المختار، فمصر فى خضم أحداث جسام تقع على حدودنا الشرقية، ويتصدى الأمن القومى لخطر حقيقي، يتطلب أن يقف المصريون جميعاً خلف دولتهم دفاعاً عن ترابها الوطني، من أطماع دنيئة ومؤامرات سافرة.

 لنقول للدولة والجيش المصرى العظيم: نحن مصطفون حولكم، ونؤيد مواقفكم الصلبة التى ترفض اغتيال القضية الفلسطينية والتهجير القسرى والمذابح الوحشية لجيش الاحتلال، وتسعى الى السلام لكل دول وشعوب المنطقة، البديل الآمن لمقاومة العنف.

 انتخابات احترام الكرامة الوطنية ضد الضغوط التى تتعرض لها مصر، ليقف الرئيس القادم على أرضية صلبة، مفوضاً من المصريين باتخاذ كل القرارات والإجراءات التى تحفظ مكانتهم بين الأمم، مصر التى تقول على لسان شاعر النيل حافظ إبراهيم "أنا إن قدر الإله مماتى، لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى".

سوف يفتش المتربصون عن اى لجنة قليلة المشاركة ليشيروا الصور والفيديوهات.. فأفسدوا محاولاتهم بجعل أيام الانتخابات الثلاثة مهرجاناً للوطنية، وخذوا معكم أولادكم وبناتكم، يحملون أعلام مصر وينشدون الأغانى الوطنية، لنقول للعالم كله إن المقاطعة زيف وكذب.
 شاءت الأحداث أن تأتى الانتخابات الرئاسية فى أجواء متوترة وشديدة السخونة تحيط بالمنطقة، وتقول الحكمة الفرعونية القديمة إن المصريين فى أوقات الخطر يصبحون روحاً واحدة فى جسد واحد.

 "الحشد" مصحوبا بـ "الوعي" المستمر، والتصدى لمحاولات من يطلقون الشائعات اإفساد كل استحقاق ديمقراطى، فقد عز عليهم أن تقف مصر مرفوعة الرأس فى أحداث غزة، وفتشوا فلم يجدوا شيئاً يهاجمونه، فبدأوا فى البحث عن افتراءات أخرى لتعكير صفو المشهد الانتخابى.

 ملحوظة:

 تحظر المادة (18) من قانون الانتخابات الرئاسية: الدعاية التى يقوم بها المرشح ومؤيدوه فى فترة الصمت الانتخابى لاقناع الناخبين باختياره.. ويقتصر دور الإعلام خلال فترة الصمت الانتخابى على القيام بتثقيف الناخبين وحفزهم للمشاركة فى الانتخابات وليس لمصلحة مرشح بعينه.